الاثنين، ديسمبر 15، 2008

ضربة بحذاء أحسن من بلاش


تحية الى البطل الشجاع اللي فش خلق كل القرفانين من غرور واستكبار هالدولة العظمى.... اللي صار مستوى رئيسها اقل من مستوى نعل لشاب عراقي ما لقى غير هالطريقة ليعبر فيها عن بغضه للقاتل المجرم بوش. وين كنت من زماااااان... تسلم ايدك ويارب يفرج عنك قريبا يا بطل. بالنهاية خلي كل اللي بيتحججوا ويقولوا مش طالع بايدنا شي يشوفوا كيف شاب قدر يوقف بوجه الظلم بحذاءه مش اكتر ما كان بحاجة لا لدعم خارجي ولا سلاح ولا خة. بس الظاهر كان دم الانسانية بعدو بيجري بدمه. بلا طول سيرة، برجع بحيي البطل الشجاع اللي عطانا شوية امل وفرحة. وان شاء الله ثقافة البطل منتظر الزيدي بانو الوقوف بوجه الظلم ما بدو غير شوية نفس عايشة تنتشر بكل الاراضي العربية بركي منقدر نتحرك ونغير شي. تحياتي

الجمعة، أكتوبر 10، 2008

عقبال الجميع























بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل الأخوة والأخوات المدونين والمدونات
أنا إن شاء الله وبعون الله وبعد سنة وشهرين وعشر أيام خطوبة سأتزوج غداً يوم السبت الواقع فيه 11/تشرين أول- أكتوبر/ 2008
وأعتقد أن الغيبة هالمرة ستكون أطول من كل المرات وربما تكون دائمة ولكن رح ابقى طلطل على مدونتي العزيزة. ياريت ما تنسوها وتبقوا تزوروها من وقت لوقت.
ان شاء الله عقبال الجميع... وما تنسوني من الدعاء
السلام عليكم

ترجمة لأخواني الإيرانيين (ترجمه برای برادران من که ایرانی هستند)

بسم الله الرحمن الرحیم
سلام بر شما
من ان شا الله وبعد از نامزدی که یک سال ودو تا ماه طول کشید
می خواهم فردا روز شنبه 11/10/2008 ازدواج کنم.
و فکری می کنم که من برای مدت طولانی غایب داشته باشم.
حتی شاید اصلا حاضر نباشم.

ولی سعی خواهم کرد به وبلاگم سری بزنم. وامیدوارم که وبلاگم رو از یادهایتان نرود و وقتی می توانید به وبلاگم سری بزنید.
ان شا الله روزتان باشه.... التماس دعا.
خدا نگهدار



الجمعة، سبتمبر 26، 2008

..::حيدر وسمية الجزء الاخير ::..

... اعتدلت سمية في جلستها، ورأت أن ابنها "حسين" قد غفا، بينما كانت هي تسبح في بحر الذكريات، فوضعته في سريره ثم توجهت إلى درج خزانتها لتستخرج منه مغلفاً كان قد سلمها إياه أحد الشابين المجاهدين، وقال لها أن الشهيد قد أوصاه أن يسلمه لزوجته. فتحت سمية المغلف وأخذت منه ورقة كان فيها رسالة من زوجها حيدر لها، وبدأت تقرأها بكل تمعن...

بسم الله الرحمن الرحيم

حبيبتي سمية، تحية وبعد، السلام عليك يا زوجتي الصابرة الصامدة

حين تقرأين هذه الرسالة، فإنني أكون قد صرت شهيداً سعيداً عند ربي سبحانه وتعالى. أعلم يا حبيبتي بأن الحمل عليك اصبح ثقيلاً، وأعلم أنني تركتك لتواجهي الدنيا وحدك. ولكنني يا زوجتي العزيزة قد اخترت عدم التخاذل، ومشيت في طريق محتم على كل من يريد العيش بكرامة، وأبيت أن يكون مصيري سخط الله سبحانه وتعالى عليّ. وهذا الطريق كما كنت تعلمين دائماً هو طريق محفوف بالمخاطر والصعاب، وعلى الواحد منا أن يتوقع دائماً إما الشهادة أو الأسر. وها أنا قد اختارني الله واستعاد أمانته، فلا تحزني يا حبيبتي بل افرحي وافخري واعلمي أنني لن أنساك، وسأنتظرك في الجنة إن شاء الله لتكوني أنت حور عيني..

أعتقد الآن، وبينما أنت تقرأين الرسالة، أن ابننا موجود بقربك، كم كنت مشتاقاً لأن احتضنه وأراقبه يكبر امام عيني، والاعبه وأحادثه وأصحبه معي إلى المسجد. ولكن الله كما شاء فعل، وهذا هو قدري. فيا حبيبتي أوصيك بأن تحافظي على ولدنا قدر استطاعتك، وأن تربيه أفضل تربية وانا على ثقة بأنك أهل لهذا. وعلميه بأن والده كان مجاهداً اختار درب الحق، ومشى فيه واستشهد من أجل اعلاء كلمة الله ونصرة المظلومين. وقولي له بأنني أحبه أكثر من عمري وبأنه سكن قلبي وعقلي وروحي حتى قبل أن يولد.

أحبيه كثيراً يا سمية ولا تقسي عليه، ولكن أدبيه حتى يغدو رجلاً مسؤولاً يحميك ويسهر على راحتك. واحرصي على أن يكون مجاهداً هو أيضاً، فهذه المسيرة مستمرة حتى قيام يوم الدين وحتى ينتهي الظلم والجور من الوجود.

سامحني عزيزتي على تركي لك، وأنا أعلم كم تعبت معي في حياتنا وكم صبرت وتحملت وأجرك إن شاء الله يحتسبه رب العالمين وستكونين من أهل الجنة ان شاء اللهز آجرك الله يا أم حسين. وملتقانا ان شاء الله في الجنة مع الأنبياء والأولياء والشهداء والصديقين.

زوجك وحبيبك

الشهيد حيدر "أبو حسين"

انهت سمية قراءة رسالة زوجها ومسحت عن خديها دموعها التي انهمرت كأنما الرسالة أعطتها القوة والصبر مجددا. ثم نهضت ونظرت من النافذة، وهي في نفسها تعاهد زوجها الشهيد بأن تظل على نفس الطريق وأنها ستجاهد بتربية إبنه حتى يصبح رجلاً يرعب أعداء الله بجهاده وإيمانه. وابتسمت وهي تنظر الى الأفق البعيد فقد كانت ترى وجه حبيبها يتلألأ في كبد السماء كأنه القمر، يبتسم لها هو أيضاً وينتظرها يوم اللقاء في جنة تجري من تحتها الأنهار وهم فيها خالدون.

تمت

الخميس، سبتمبر 18، 2008

..::حيدر وسمية(5)::..



مرت أيام الحرب الباقية كأنها سنوات، وحينما خمدت نيران المدافع والصواريخ، عاد أهل القرى إلى بيوتهم المدمرة وأراضيهم المحترقة، وكلهم فخر بأنهم هزموا أعتى جيش في المنطقة، ولقنوا العدو درساً لن ينساه طوال سنين. وبدأ الغبار ينقشع عن الطرقات والأزقة، وخرج الناس من الملاجئ التي لم تكن لتقيهم خطر الموت تحت الردم، لكنها كانت الشيء المتوافر أمامهم حينها. خرجوا من الأقبية ليحتضنوا خيوط الشمس التي شهدت صبرهم وصمودهم طوال الحرب. وبدأت الحياة تعود إلى قرى الجنوب، وكذلك البقاع والضاحية.

وحان وقت عودة المجاهدين، انتظرت سمية عودة زوجها الحبيب لتستقبله بابنهما. وفي يوم، كانت في بيتها تحاول إعادة تأهيله لما كان عليه، فتزيل قليلا من الردم هنا، وترمي ما تحطم من أثاث هناك، وتحصي الأضرار التي لحقت بعشها الزوجي. طرق الباب أحدهم، فهرعت سمية لتفتح، لترى أباها ومعه شابان من القرية، أحدهما مصاب برجله والآخر مضمداً رأسه. دققت سمية النظر فيهما، فتذكرت أنهما صديقا زوجها، لكن الحرب غيرت من معالم وجهيهما. أحست سمية حينها بأن أمراً غريباً قد حصل، وانقبض قلبها حين رأت نظرة أبيها وحاولت سؤاله عن سبب وجومه لكنه لم يجب. جلس الثلاثة في غرفة الجلوس وجلست سمية قبالتهم وفي وجهها ألف سؤال وسؤال. ما سبب حضورهم إلى هنا؟ أين حيدر؟ لم لم يأت معهم؟... حل السكوت لفترة في الغرفة، لكن والد سميه قطعه ليخبرها بأن حيدر قد استشهد. لم تصدق سمية ما سمعته أذناها، وكان أول رد فعل أن حملت ابنها الذي كان بقربها وحضنته، ونظرت إليه ثم بكت. فقد عرفت حينها بأن ابنها أصبح يتيماً، وأنها اصبحت وحيدة. كانت تلك أصعب لحظة تمر على سمية، اصعب حتى من لحظات القصف المدمر فوق القرية، أصعب حتى من سماعها بكاء الأطفال في قبو المسجد، أسوأ حتى من رؤيتها للجرحى والشهداء يسقطون أمام عينيها.

طلب والد سمية منها أن تصبر وتحمد الله على كل حال، فمسحت دموعها وطلبت من الشابين أن يرويا لها كيف سقط زوجها شهيداً. فأخبراها بأن الشهيد حيدر كان من أشجع الرجال في المواجهات مع جنود العدو، وقد استبسل في القتال حتى قتل الكثير من الصهاينة، لكن المنزل الذي دخل إليه مع مجاهد آخر تعرض لغارة دمرته، فاستشهد حيدر ورفيقه معاً. كانت سمية تستمع إلى حديث الشابين وعقلها في نفس الوقت يرسم صورة زوجها الحبيب وهو في تلك اللحظات. ثم علمت سمية أيضاً بأن زوجها استشهد في اليوم الخامس والعشرين من الحرب، اي في نفس يوم ولادة ابنها.


يتبع...

الخميس، أغسطس 28، 2008

..::حيدر وسمية (4)::..

... كانت السهرات تطول وحيدر وسمية يحاولان تسمية الجنين الذي كانا ينتظران ولادته بفارغ الصبر. فحيدر يقترح أن يسمياه حسيناً إن كان صبياً وفاطمة إن كان فتاة. وسمية تريد تسميته مهدي إن كان صبياً وزهراء إن كان فتاة. وهكذا كان الوقت يمر والزوجان يحاولان إقناع بعضهما كل برأيه. وكم كانا يتصوران حياتهما بعد ولادة الجنين ويخططان كيفية تربيته وتهذيبه. لم يكن في بالهما شسء سوى الجنين الذي على وشك أن يخرج إلى الدنيا ويحضر معه كل الخير والحب والأمل.
شارفت الشهور التسع من الحمل على الانتهاء، وكذلك التحضيرات لاستقبال الضيف الجديد. كان الجميع متلهفاً لذلك اليوم المميز. وحل يوم الأربعاء الثاني عشر من تموز (يوليو)، لم يكن أحد يدري أن حرباً ضروساً ستبدأ. دخل حيدر إلى بيته ذلك اليوم ليُعلم سمية أنه سيضطر أن يتركها من أجل الالتحاق بالمجاهدين وأداء واجبه الجهادي بين صفوف المقاومة. اغرورقت عينا سمية بالدموع، وانسالت دمعة خجولة على خدها، لكنها سرعان ما مسحتها، فهي تعلم كم أن رؤية دموعها تزعج زوجها. حضنها حيدر وودعها سريعاً، وودع ولده الذي لم يره بعد، وخرج من البيت مسرعاً بعد أن طلب منها أن تذهب مع أهل القرية إلى قبو المسجد القريب إن تفاقم الوضع وزاد الخطر.
مرت أيام تموز والعدوان يزداد قسوة وظلماً، والمقاومة تزداد قوة يوماً بيوم ولحظة بلحظة. كانت سمية تتسمر بقرب المذياع تتابع الأحداث وتدعو للمجاهدين ولسيدهم. وكانت تتصبر دائماً كلما سمعت خطاباً "للسيد" فتنسى قلقها على حبيب عمرها وتضعه في عين الله لترعاه. وكانت تعيش الصمود هي أيضاً، فهي لم تغادر القرية طوال العدوان، وكانت تشارك نساء القرية في الخبز وإعداد الطعام لأهل القرية وللمجاهدين.
وأجاء سمية المخاض في اليوم الخامس والعشرين من الحرب، ولم يكن هناك مستشفى تذهب إليه، فوضعت جنينها في القبو الذي كان أهل القرية يلتجؤون فيه، بمعونة نساء القرية ومساعدتهن. كان الوليد صبياً جميلاً صغيراً ناعماً. حضنته سمية وضمته إلى صدرها، ثم بكت قليلاً، لأنها تعلم كم كان حيدر يتمنى أن يكون حاضراً إلى جانبها في تلك اللحظة الرائعة. لكنها عادت ودعت الله أن يحرس زوجها وجميع المجاهدين، أن يمكن حيدر من العودة لرؤية ولده الذي انتظره...
يتبع...

الخميس، يوليو 24، 2008

رجعوا الآبطال



















كان يوما غير التاريخ بحق

فلتصمت اذا كل الأفواه

فليسكت كل المتشائمون... المنهزمون

نعم... انتصرنا مجددا

ورغم انوف الأعداء

علمنا عدونا مرة اخرى بأننا الأقوى... ذكرناه بديدنا... ذكرناه بأننا من مرمغ وجهه بالتراب منذ سنتين

وأرينا "الأشقاء" بأن بالمقاومة فقط تعود الحقوق وتستعاد كرامة الإنسان والأوطان

فلتسمع يا عالم... ولينتبه كل نائم ومتخاذل

لقد أعدنا اسرانا... بمهرجان كبير

واسترجعنا اجساد شهدائنا... بعرس لم يكن له مثيل

فهل ستنطق أيها العالم أم لما يحن الوقت بعد؟

هل سينطلق السيل الهادر حتى يقلع كل ظلم من الوجود أم ماذا علينا ان ننتظر بعد؟

عاد الأبطال وهم يشتعلون بريقاً ... يمنحون الشمس في ذاك اليوم بريقها... فهم شمسنا... وهم هداة الدرب

وكم كانت لحظة اللقاء عظيمة... حين داست قدما عميد الأسرى تراب الوطن بعد أسر دام ثلاثين عاماً.... هل كان يكفي حينها كل زغاريد النسوة حتى تعبر عن تلك الفرحة؟ أم كل ضحكات الأولاد... هل كانت ستعرب عما اختلجه واختلجنا من مشاعر

وأما الأجساد الطاهرة.... فقد عادت هي أيضاً من الأسر... عادت بعد أن منح أصحابها أرواحهم فداء لكل حق.. لكل طفل يتيم... لكل أم ثكلى... لفلسطين السليبة

عادوا حتى يحتضنهم تراب الوطن... فيرتاح قلب الأرض التي لطالما اشتاقت لدوس أقدامهم الشريفة على ترابها

وكم كانت الطلة البهية والمفاجأة للقائد الأشم... والسيد العظيم الذي أعطانا هذا الفخر... وقادنا نحو الكرامة المأخوذة بالقوة من العدو الغاشم
كم كانت تلك الطلة رائعة... وكم كنا نشتاق لها وننتظر اليوم الذي نراه فيها بدون شاشة تبعدنا عنه

نعم كان يوما من التاريخ بحق

یوم تجدد فيه العز والنصر مرة أخرى

وكما وعدنا قائدنا وسيدنا فإن زمن الانتصارات قد بدأ... وعلى أمل أن يبدأ هذا الزمن في كل بقعة مضطهدة وعند كل شعب يرزح تحت وطأة حاكم ظالم أو محتل معتد

السبت، يونيو 14، 2008

...::حيدر وسمية(3)::...

…كانت سمية على علم بطبيعة عمل زوجها، فهو لم يكن موظفاً يذهب صباحاً ثم يعود بعد الظهر، ولم يكن صاحب مهنة حرة يتحكم في ظروفها ووقتها... كان حيدر مجاهداً، كان يغيب عن البيت أحياناً لأيام وأحياناً لأشهر، وكان يضطر أحيانا الى الذهاب فجأة الى العمل بعد أن كان قد عاد لتوه إلى البيت. ولكن سمية كانت صابرة، كانت تشعر بأنها بتحملها نمط الحياة هذا أنها تشارك المجاهدين جهادهم، وكانت تُشعر زوجها بأنها قوية حتى لا يقلق عليها كلما أراد الغياب عن المنزل لفترة. وكان كلما غاب في عمل أو مرابطة، كانت قبل ذهابه تودعه وتشيعه حتى الباب وهي تدعو له بكل الدعوات التي قد تخطر على بالها وتوصيه بأن ينتبه على نفسه وأن يعود إليها سالماً، وكانت تنتظره بفارغ الصبر وتعد الأيام والساعات حتى يعود. وحين يعود كانت سمية تستقبله أجمل استقبال، وكان حيدر يحس بأنه عاد إلى حضن الأمان والسعادة.
وأخيراً جاء اليوم الذي يحلم به أي زوجين، فقد عرفت سميه أنها حامل، ولم تسعها الفرحة حينها، وفكرت بطريقة مميزة لتزف الخبر إلى زوجها الحبيب. وفي المساء، حين عودة حيدر من العمل، حضرت له سمية العشاء وجلست معه على المائدة. لاحظ حيدر على وجهها شيئاً غريباً وكأنها تخفي أمراً عليه. فهو كان يفهمها جيداً بقدر ما كانت هي تفهمه، لم يكن بحاجة إلى وقت أو جهد حتى يعرف ما في خاطرها، كانا كقلب واحد. نظر إليها نظرة فيها القليل من العجب والكثير من التساؤل وسألها: " أعرف أنك تريدين قول شي ما، هيا قوليه، انا أسمعك!". تفاجأت سمية لكنها ضحكت ثم سكتت قليلاً وهي لا تقدر أن تخفي السعادة التي تضفي بريقاً إلى عينيها الجميلتين، نظرت إلى عينيه بعمق وقالت له: " مبروك... سوف تصبح أباً ان شاء الله".
هنا لم تعد الكلمات تنفع لتعبر عما أصاب حيدر. فعند سماعه الخبر، وقف حيدر وحمل سمية بكل سعادة وراح يلف فيها أرجاء المنزل، وهو يحمد الله ويشكره على النعمة التي أنعم بها عليه. لم يكن هناك حد للسعادة التي أصبح الزوجان يعيشانها، ويوم بعد يوم كانا يذوبان في حب بعضهما أكثر فأكثر ويشعران بالامتنان لأن الله وفق بينهما وجعلهما سكناً لبعضهما البعض.
يتبع...

الخميس، مايو 29، 2008

...::حيدر وسمية(2)::...

... في اليوم التالي، عندما التقت الصبيّتان مجدداً، سألت نرجس سمية سؤالاً فاجأها، لكنه غمرها بسعادة لا توصف.
سألتها نرجس: "ما رايك بأخي حيدر؟"
خجلت سمية، فماذا عساها تقول... أتقول أنه الشاب الذي سرق قلبها منذ زمن. هل تقول أنها كانت تنتظر اللحظة التي تراه فيها ولو للحظات قليلة... وكيف عساها تعبر عما يختلج صدرها. وکانت کلما حاولت ان ترصف كلماتها تتراجع خجلة. فسبقتها نرجس، كأنها تريد أن توفر عليها عناء الإجابة والخجل، وقالت: "بصراحة أخي حيدر معجب بك منذ زمن، ولكنه لم يجد الفرصة ليكلمك أو يعبر عن شعوره، فطلب مني أن أساعده على ذلك".

في تلك اللحظة أحست سمية أنها لم تعد موجودة داخل غرفتها، فقد أصبحت الغرفة شيقة جداً، لا تساع فرحها الذي تشعر به. أحست أنها تطير في السماوات، وأن أي كلمة مهما عظمت لن تكفي كي تعبر عن سعادتها.

أعادت نرجس السؤال عليها مرة أخرى، وكأنها تعيدها إلى أرض الواقع. فاحمر وجه سمية خجلاً، لكنها ابتسمت ابتسامة فهمت منها نرجس أن صديقتها تبادل أخاها الشعور نفسه، أو تأكدت مما كانت تشعر به سابقاً من اعجاب بين الاثنين.

وعندما عادت نرجس إلى البيت، استقبلها أخاها بالسؤال واللهفة كي يعرف ما كان جواب سمية. ضحكت نرجس، وكأنها تريد أن تلهو قليلاً وتزيد من لهفة أخيها لمعرفة الجواب، فكرر حيدر سؤاله مرات ومرات عديدة. وعندما زفت نرجس إلى أخيها النبأ السار، كان وقعه على قلب حيدر الشاب كأجمل ما يكون، وشعر حينها بسعادة غامرة، وارتاح قلبه الذي انتظر الجواب كثيراً.

ولم ينقضِ وقت طويل حتى اجتمع الحبيبان في بيت واحد، بيت حلما سوياً أن يبنياه بحب وإيمان وأمل، وأن يعيشا فيه بمودة ورحمة، وأن يملآه أطفالاً كالملائكة يركضون ويلعبون في أرجاء المنزل، ويُتعبون أمهم طوال النهار، ثم حين يعود أبوهم مساءاً يركضون نحوه محتفلين برجوعه. كانا يتخيلان كل هذا ويضحكان. ومرت الأيام وحبهما لم يتوقف عن الازدهار،و سعادتهما كانت دائما في ازدياد.

يتبع...

السبت، مايو 24، 2008

...::حيدر وسمية(1)::...


\*/*\*/حيدر وسمية/*\*/*\


استفاقت في وسط الليل على صوت بكاءه، هرعت إليه، فهي لا تقوى على سماعه يبكي، ولا تتحمل رؤية دموعه. حملته بين ذراعيها تقبله حيناً وتربت عليه وتمسح على رأسه حيناً آخر. بعدما هدأ الصغير، نظرت إليه بحنان عظيم، وتأملت عينيه طويلاً. لم تكن ترى فيهما سوى عيني أبيه. كم هي مشتاقة إليه...

ضمته إليها فغفا على صوت دقات قليها، اسندت رأسها إلى حافة سريرها وهو لا يزال بين يديها. وصارت تنظر إليه والدموع تنهمر من عينيها، وتتذكر كل لحظات حياته السابقة....

****

إنه الصباح، ذلك المخلوق العجيب، يولد كل يوم فيزيح الليل عن الكون وتتربع مكانه. دخلت الشمس إلى غرفتها، فاستفاقت سمية. كانت فتاة في السابعة عشرة، شديدة الجمال، رقيقة القلب، ابتسامتها البريئة لا تفارقها. نهضت سمية من سريرها، وتوجهت نحو النافذة وفتحتها سامحة لأشعة الشمس بالدخول. تنشقت قليلاً من نسيم صباح قريتها التي لطالما أحبتها.رتبت الصبيّة غرفتها، ثم خرجت إلى غرف البيت، ترتبها وتضفي عليها سحرها. وكانت بوجهها الملائكي تتجول على أفراد عائلتها توقظهم بلطفها المعهود، والابتسامة لا تفارق شفتيها.

ومرّ الوقت، كانت سمية تساعد أمها وأخواتها في أعمال المنزل، فترتب معهن وتحضر الطعام معهن. وبعد الظهر زارتها نرجس، كانت نرجس جارتها وصديقتها منذ الطفولة، خرجتا معاً إلى ساحة القرية ليتمشيا كما يفعلان كل يوم. فهناك في ساحة القرية القديمة، تتجاذب الصبيتين أطراف الأحاديث، ويتحدثان عما جرى معهما خلال النهار، وقد يتحدثا عن أحلامهما لحياتهما المستقبلية، ويتذكرا حوادث جرت معهما منذ صغرهما في حارات القرية وبيوتها. وفي طريق العودة، التقيا بشقيق نرجس، حيدر. خجلت سمية وأخفضت رأسها وهي تبتسم، فهي لطالما أحبت حيدر سراً، حيدر ابن الجيران، الشاب الشجاع الخدوم المؤمن الوقور والذي يمدحه جميع من في القرية.

وقفت نرجس قليلا لتتحدث مع أخيها، وكانت سمية واقفة جانباً خجلة لا تنظر إليهما. لكن حيدر كان يسترق بضع نظرات خجولة إليها ثم يعود لاكمال حديثه مع أخته. ثم ذهب حيدر، وعادت الصبيّتان يتمشيان ويتحادثان، وحين وصلتا إلى حارتهما افترقتا فذهبت كل واحدة إلى بيتها.

يتبع...

الخميس، مايو 22، 2008

اللـّــه أكـــبر .... وللّــه الحمـــد



الله أكبر ولله الحمد
أقولها من كل قلبي
فما حصل هو أمر يستحق حمد الله سبحانه وتعالى

اتفق القادة اللبنانييون وأخيراً، وأصبح بإمكاننا نحن اللبنانييون أن نفكر بما يمكننا فعله غداً. أصبح بالإمكان التخطيط لمستقبل، ولو قريب، بعد أن كانت الحياة عبارة عن مغامرة يومية نعيشها وتبدأ بمجرد أن نفتح أعيننا يومياً على شمس الصباح

سأحاول عدم العودة الى ما سبق من أحداث، ولكن ما حصل كان هو باب الحل.... وهنا يكمن السؤال، فبعد أن نالت المعارضة مطالبها التي طالبت بها منذ بدء الاعتصام في ساحة رياض الصلح، أما كان من الأسهل أن تقبل الحكومة بهذه المطالب منذ اليوم الأول وتوفر على البلد سنة ونصف من التوتر والحقن والمشاكل حتى وصلت الى شفير الحرب؟

الحمدلله أننا وأخيرا توصلنا الى اتفاق، وكان للمعارضة ما أرادته، رغم أننا قدمنا تنازلات كثيرة، ولكن المهم أننا وفرنا على وطننا حرباً كانت ستقضي عليه. والحمدلله أن مسألة سلاح المقاومة لم تكن قيد النقاش كما أراد بعض أقطاب السلطة ومن وراءهم أمريكا وإسرائيل.
وقد خيب هذا الاتفاق آمال الكثيرين منهم جزء من الموالاة. وهذا الجزء حاول من قبل الذهاب الى قطر أن يوحي بالأجواء السلبية وأن لا يجب على "حزب الله" أو المعاضة أن يرفعوا سقف توقعاتهم وتفاؤلهم. ولكن لقد هزمنا مشروع الفتنه هذا واستطعنا أن نتوصل الى حل هو بالتأكيد مؤقت، على أمل أن يتم تغيير جذري للنظام اللبناني حتى يتم تحصين البلد من أي مشروع جديد للفتنة الداخلية.

وظهر للعالم أن المعارضة الوطنية لم تكن تنوي الاستئثار ولا السيطرة، ولم تنو أن تستثمر ما جرى على الأرض حتى تضغط على المتحاورين، بل على العكس وباعتراف سعج الحريري نفسه، فإن المعارضة قدمت تضحيات وتنازلات كثيرة، وكان اعلان الرئيس بري باسم المعارضة رفع الاعتصام في بيروت أكبر دليل على نزاهة وصدق مشروع المعارضة الوطنية وأن المعارضة تريد المشاركة ولا شيء سوى المشاركة، وأنها حين حققت مطلبيها الاساسيين من خلال الحوار، فقد حقق الإعتصام هدفه وحان وقت ازالته.

ندعو الله جميعا أن ننال فرصة بناء بلدنا كما نحلم به دائماً، بلداً قوياً لا يقوى أحد على الاعتداء عليه أو السيطرة عليه، مزدهراً يستقطب العالم أجمع ويكون مركز راحة واسترخاء لأي قاصد. وأن لا يضطر أحد ترك بلده لأي سبب كان، اقتصادي أو سياسي أو أمني.

عاش لبنان
الله أكبر ولله الحمد





















صور ازالة خيم الاعتصام من وسط بيروت (الصور من موقع الانتقاد)

الثلاثاء، مايو 20، 2008

عن الضمير العربي (الأغنية)

نصف ساعة من البكاء المتواصل
هكذا أصف حالتي حين شاهدت أوبريت الضمير العربي لأول مرة
في الواقع انه عمل جميل جداً
ولكن ما أثر في شخصيا كانت الصور أكثر من الكلمات، واعتقد ان هذا هو حال الكثيرين ممن شاهدوه
ولكن السؤال هنا، ماذا بعد الأوبريت؟ هل سينفع هذا النداء العالي للضمير العربي؟
اعتقد أنه لو أن الضمير العربي لا يزال يمتلك روحاً وحياة، فكان يجب على كل من يشاهده أن ينتفض من مكانه، وأن يبدأ العمل على تغيير واقع أدمى الأمة طوال سنين طويلة

اليوم وبعد ستين سنة على نكبة فلسطين، وفي كل هذه الأحداث الدامية في لبنان، والموت البطيء للعراق، والمرض الصامت الذي يضرب كل دول عربية على حدى.. أين الضمير العرب؟

أتمنى ان تكون الصحوة قريبة، ويكون التغيير جذرياً وحقيقياً



قريباً قصتي القصيرة الأولى :
"حيدر وسمية"

السبت، مايو 10، 2008

انتصار الحق

ان ما حدث في لبنان في الأيام الماضية هو أمر عظيم وهائل، ولقد كانت الأحداث متسارعة ومتلاحقة، فأصبح صعب أن أكتب شيئاً لأنه سرعان ما يتغير. ولكنني رأيت أنه من واجبي كمدونة أنتمي إلى المعارضة الوطنية، من واجبي أن أبين رأيي وأساعد في توضيح الحقائق خصوصا لمن أستطيع التواصل معهم من الشعوب العربية. فقد عانت المعارضة في هذه الأيام من تعتيم إعلامي بشع وكذب وافتراء وتلفيق تهم كثيرة. وهذا طبعا ثمن بسيط مما يدفعه كل المطالبون بالحق والانصاف والحرية والعزة. ومهما حاول الأذلاء والكذابون تشويه الحقائق فإن الحق سينتصر في النهاية لا محال.
سأبدأ بتفسير كيف بدأت الأحداث من البداية. أعتقد أن الجميع علم بأمر المؤتمر الصحفي الذي عقده وليد جنبلاط (لعنه الله)، اسمحوا لي باستعمال هذا التعبير فهو أرقى ما قد يقال بحق أمثال هذا، إذا عقد هذا مؤتمرا صحفيا ظن فيه أنه يحرز انتصارا أو انجازا كبيرا فطالب أن يقطع شبكة اتصالات المقاومة السلكية واحالة المسؤولين الى القضاء، وطالب باقالة قائد أمن المطار وفيق شقير، كما طالب بأمور أخرى كطرد السفير الإيراني والخ الخ. ولم يستح هذا الشيء مما طالب به ولم يخجل من أن يكون طلبه هذا خدمة للعدو الاسرائيلي الذي عجز بجيشه كله ان يهزم هذه المقاومة الشريفة. المهم، أن توقيت هذا المؤتمر الصحفي كان مدروساً جدا. فما الذي حصل، بعد يومين تقريبا من هذا المؤتمر الصحفي الملعون، كان إضراب الإتحاد العمالي العام مقررا أن يحصل في الأربعاء 7 أيار/مايو قبل أسبوع، كما تقررت مظاهرة للاتحاد دعت إليها أيضا المعارضة الوطنية. فخرج الناس كالعادة يلبون طلب المعارضة فتجمعوا في كورنيش المزرعة حتى تبدأ المظاهرة، ولكن ميليشيا المستقبل كان لها رأي آخر فاعتدت على المتظاهرين بالحجارة والأسلحة، وبدأت منذ تلك اللحظة الاشتباكات.
وكان خطاب سماحدة القائد السيد حسن نصر الله (حفظه الله) فأكد على أننا لا يمكن أن نسكت عن مساس المقاومة وسلاحها، فهذا هو خطنا الأحمر ونحن قد نتساهل في أي شيء وكل شيء إلا هذا. وحدد مطالب المعارضة، وأنه على الحكومة الفاسدة اللاشرعية الرجوع عن قراراتها والذهاب الى الحوار حتى تسحب المعارضة المتظاهرين من الشوارع. وبدأت ليلتها الاشتباكات تتزايد في بيروت، فقد خرج مسلحو ميليشا المستقبل بأسلحتهم المخبأة ليقاتلوا المتظاهرين من أهل المنطقة، وكان على شباب المعارضة أن يدافعوا عن أنفسهم. وتغيرت المعادلات، واستطاع شباب المعارضة أن يسيطروا على مناطق في بيروت ويسلموا مراكز ميليشيا المستقبل "الاجتماعية" ، والتي كانت تحوي أسلحة وذخائر اسرائيلية ومشروبات روحية، إلى الجيش. وكانوا كلما سيطروا على منطقة سلموها الى الجيش اللبناني. هنا يكمن بيت القصيد، فقد قامت السلطة واعلامها باختلاق الأكاذيب
مثلا، قالوا أن المعارضة تستبيح الحرمات وتدخل المنازل وتفزع الأهالي، بينما أن شباب المعارضة كانوا يحمون منزل الوزير اللاشرعي حسن السبع مثلا وعائلته بعد فرار حراسه. وكانوا كلما دخلوا مركزا لميليشيا المستقبل يسلمونه للجيش، وهم لم يدخلوا أي منزل للمدنيين، ولم يقتلوا أي مدني، بل على العكس فإن الناس خرجت بعد هدوء الاشتباكات وراحت تتجول من دون أي اعتراض أو ازعاج.
قالوا أن حزب الله هو الذي هدد بحرق مبني تلفزيون المستقبل، بينما ان الذي هدد ونفذ هو حزب آخر لن أذكر اسمه وكلهم يعلمون هذا.
كما أن اعلام السلطة والحكومة اللاشرعية كانت دائما تركز على قول أن "مقاتلي حزب الله" هم الذين يفعلون كذا وكذا في شوارع بيروت، وذلك كي يسيؤوا الى المقاومة ولكنهم يعلمون تماما أن هناك أحزاب أخرى كانت تشارك أيضا في طرد ميليشيا المستقبل من بيروت غير عناصر حزب الله.
وكم قالوا عن سلاح الحزب الذي وجه للداخل، يا أعزائي لو أن "سلاح حزب الله" هو الذي وج للداخل لرأيتهم صواريخ وقذائف ضد الدروع تدمر كل ما في العاصمة، ولكن مقاتلي المعارضة استعملوا نفس السلاح الذي استعملته ميليشا المستقبل في الاشتباكات. فلماذا لا يقال أشضا أن هؤلاء المخربين من المستقبل هم أيضا يستعملون السلاح، ومن أين لهم هذا السلاح كله؟؟؟ هذا عدا استقدام المرتزقة من الشمال ومن خارج لبنان كمصر وسورية وفلسطين والخ الخ للمشاركة بالقتال ضد المقاومة مقابل مال قليل.
لم يكن هذا احتلالا ولا اجتياحا لبيروت من قبل "حزب الله" فها هي الطرقات سليمة، ولا يخلو الأمر من بعض الأضرار فطبعا هناك اشتباكات حصلت وهذا ثمن طبيعي، ولكن هل نسي هؤلاء الكذابون القتلة كيف أنهم أحرقوا بيرون مرات ومرات بحروبهم وخرابهم ونزعاتهم الإجرامية من قبل، هل أصبح القاتل جعجع (لعنه الله مئة مرة) حنونا يخشى على أمن أهالي بيروت، ويذكرهم بالاجتياح الاسرائيلي الذي كان هو يشارك فيه؟
لماذا كل هذا الكذب؟ لماذا كل هذا الافتراء والظلم؟
ولن ننسى كيف أن ميليشا المستقبل قتلت ناسا أبرياء ومدنيين في مناطق أخرى من لبنان كالبقاع. وقتلت عمالا سوريين. وكيف أن انصار جنبلاط (لعنه الله) اختطفوا ثلاث عناصر من حزب الله في الجبل وعدمت اثنين منهم بالرصاص والسكاكين وشوهتهم ورمتهم أمام المستشفى وأخفت الثالث. هل قامت المعارضة بكل هذا؟ من أحرق مكتب حزب الله في الشمال؟ ومكتب التيار الوطني الحر في الشمال؟ ومن أحرق منزل مدير مكتب السيد محمد حسين فضل الله في الشمال؟ حزب الله أيضاً؟

حتى الآن الأمور هدأت، وتراجعت الحكومة اللاشرعية بطريقى غير مباشرة. فالسنيورة (لعنه الله) وبعد غيبة واختباء ليومين أطل علينا بطلته البهية بعد شحن خارجي، لينفي صدور القرارين من الأصل وأحال القرارين لقيادة الجيش كي يتصرف بهما بمعرفته. لن أعلق على غباء تصريحاته وكثرة الكذب والاحتيال في كلمته، فكلنا يعرف كذب هذا الرجل واحتياله علينا. والحمدلله أن الجيش اللبناني وقيادته حكيمة وعازمة على حماية الوطن. فسارعت باصدار بيان يقدي بابقاء العميد شقير في منصبه، وحماية شبكة اتصال المقاومة... وهكذا عادت الحكومة عن قراراتها من دون أن "تحط على حالها غلب" كما نقول في لبنان. ووفت المعارضة بوعدها فسحبت المظاهر المسلحة من الطرقات.

ولكن سنظل على عصياننا المدني حتى تتحقق مطالبنا.
ولن نخضع لكل هذا الكذب والافتراء، فإن الحق يعلو ولا يعلا عليه. ولن يستطيع أحد تشويه صورة المقاومة الشريفة الطاهرة التي فعل ما عجز عنه "أرجل" قادات العرب طوال ستين عاماً من اغتصاب لفلسطيننا الحبيبة.
كل عقل حر، وضمير حي سيظل مدى الدهر واثقاً بأن المقاومة لا يمكن أن تكون إلا شريفة وعالية عن كل دنس. ولن ننزلق إلى جحوركم المظلمة من الغدر والقهر والظلم. سنظل نحن الأعلى والأقوى والأقدر على الصمود.
وبصراحة لو كان الأمر بيدي أو بيد أي أحد من شعب المعارضة المقهور المظلوم، لكان المقاتلون دخلوا إلى السراي منذ اليوم الأول ولقنوا السنيورة (لعنه الله) وأصحابه (لعنهم الله) درساً لن ينسوه، ولكانت علقت المشانق في وسط رياض الصلح، وشاهد العالم كله اعدام هؤلاء الصغار.
ولكن قيادتنا قيادة حكيمة، تحرص على وحدة وسلامة الوطن. ومهما تدنى خصمنا في مستواه الإنساني نظل نحن أكثر انسانياً وشرفاً.

سنظل نناضل حتى ننال حقنا في الحياة والمشاركة، ولن ينفعكم أي دعم خارجي، فقد رأينا كيف تخلت عنكم كل الدول التي دعمتكم في البداية، وكيف تركتكم الأم الحنون كوندي تتخبطون وحيدين.

الحمدلله الذي نصرنا على أعدائنا، وسينصرنا مادمنا على الحق

لن نترك السلاح ... لبيك يا نصر الله

الأحد، مايو 04، 2008

فشة خلق.. مش أكتر

يبدو لي شعور الكتابة بعد هذه الغيبة الطويلة شعوراً غريباً جداً. فأنا لم أكتب هنا منذ فترة طويلة. يمكن ان نسمي هذه الحالة "موت الحماسة" فهي بالفعل كذلك، وبالرغم من أن هناك مئات الأشياء التي يمكنني أن أكتب عنها إلا أنني لا أشعر بالدافع كي أكتب ولو حتى حرفاً واحداً. ولكن بما أنني أكتب الآن فلم لا أتكلم قليلا عن آخر المستجدات.... خرج وليد بيك جنبلاط بتصريحات نارية البارحة، فأطلق عنان عقله لكل أساليب الغدر والكذب والنفاق والعمالة، وقال ما لا يقال، وصار يبعث بأوامره إلى قائد الجيش ووزير الدفاع وكأنه مسؤول عنهم أو هم موظفون لديه ينتظرون منه الإشارة لإقالة قائد جهاز أمن المطار، أو منع وصول الطائرات الإيرانية الى مطار بيروت، أو حتى طرد السفير الإيراني من لبنان. هل تجرأ هذا الوقح أن يقول بطرد السفير الأمريكي حين كانت اسرائيل تقتل الأطفال في لبنان وهو يصول ويجول ويندد بالمقاومة. أم أنه فقط يلهث وراء أقدام الإدارة الأمريكية فينفذ الأوامر فقط ويطيع كأي بهيمة لا تعي أو تفقه. ما الذي دفع هذا "الشيء" إلى قول كل ما قاله، هل هو الكره؟ أم الحقد؟ أو الخوف؟ أم هو الضمير الميت؟ أم هي العمالة؟ أم هي النفود التي أعمت عينيه؟ أم ماذا؟ ما الذي مفعه إلى إعطاء إسرائيل هذا الشعور الرائع بالرضا والسعادة؟ تظل هذه الأسئلة تنتظر أجوبة العقلاء. ونظل نحن في لبنان عالقون في نفق لا يبدو أن الخروج منه قريب. بل إن العتمة تزيد كلما تقدمنا أكثر فأكثر. فهل سنصل إلى الصبح القريب قريباً؟ أم أننا سنظل في عتمة الظلم والقمع والتسلط والغلاء والفقر والبطالة وقلة الحيلة وووو طويلاً؟ وإلى متى سنحتمل سلطة باعتنا بأرخص الأثمان ولم تعد تأبه أمتنا أم عشنا.
ربما موت الحماسة هذا لا يتعلق فقط بالتدوين، ولعل السبب يعود إلى كل هذا الذي نعيشه في العالم، حتى أضحت كل الكلمات لا تقوى حتى على وصف أصغر وأتفه شعور بالألم والضيق، فلم الكلام إذاً؟؟
أوليس هذا تفكير العصر؟
أراحنا الله من كل هذا الضيق، وهدانا إلى الدرب القويم، وثبتنا على الحق دائما أبداً.
اللهم عجّل فرج وليك الحجة وأذهب به الظلم والجور عنا يا الله
آمين رب العالمين

الأربعاء، مارس 19، 2008

أجمل الأمهات

في عيد الأم، أقدم لكم كلمات قالتها أم عظيمة، ووالدة صابرة مؤمنة... كلماتها أذرفت دموعي ودموع الكثيرين الكثيرين

إنها والدة الشهيد العظيم القائد الحاج عماد مغنية "الحاج رضوان"

أتمنى أن يصل كلامها الى قلوبكم كما دخل قلبي وأثر فيه






إلى كل الأمهات... كل عام وأنتم بألف خير

وإلى أمي العزيزة، كل عام وأنت بخير يا حبيبتي وأطال الله بعمرك وحفظك بحفظه

الأحد، مارس 16، 2008

ماذا بعد

السلام عليكم

وصلني هذا الميل من صديقة لي

لن أعلق عليه

فقط أترككم لتعلقوا بأنفسكم

ولكن بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبعد هذا ماذا بعد؟؟؟

وحتى متى نظل هكذا؟؟؟؟


اعداء الاسلام لايكفون عن الاساءه لديننا الحنيف تارة بالرسوم الكرتونيه لنبى الاسلام وتارة بكتابة قران محرف والان بعمل مشروع تصميم يشبه مكه المكرمه واسموه تفاحة مكه فيه بارات وسيكون مفتوح 24 ساعه كمكه المكرمه لعنهم الله

اللهم ياحي ياقيوم ياذا الجلال والاكرام ارنا فيهم عجائب قدرتك فانهم لا يعجزونك اللهم اجعل هذا المكان حفرة من حفر النيران عليهم اللهم من اراد بنا وبالاسلام شرا فرد كيد ه في نحره

انشر الموضوع لعل وعسى يستطيع المسلمون بتكاتفهم ايقاف المشروع

رابط الموضوع

http://news.com.com/2061-10793_3-6061531.html


ملاحظة: انا دخلت الى الرابط، وفي الخبر لم يرد ان هذا المكان يحوي بارات، بل هو مركز لبيع منتجات شركة "آبل" لأجهزة الكمبيوتر والآي بود بالتحديد.. وقد اختاروا هذا التصميم والذي هو الكعبة التي يحج اليها الناس، لأن هذا المركز سيفتح على مدار الساعة مما يعني أن الناس "ستحج" إليه ليشتروا هذه المنتجات
على كل حال فإن خبرا كهذا غريب، ويزيد الى سجل ما نلحقه بالإسلام مزيدا من النقاط السوداء.
هدانا الله وهداهم الى الحق، وثبتنا على الصراط المستقيم ورزقنا القوة والايمان حتى نكون قدوة للآخرين

الاثنين، مارس 03، 2008

كلام قد لا يعني شيئا

لعنكم الله يا عديمي الرحمة يا معدومي القلوب والضمائر يا فاقدي الإحساس والإنسانية
لعنكم الله ولعن صمتكم وتخاذلكم وعمالتكم وتجارتكم
لعنكم الله ولعن أموالكم وقصوركم وعروشكم وأساطيلكم العسكرية التي تشترونها دون فائدة

لا ألعن الصهاينة أو الأمريكان بل ألعنكم أنتم يا أيها الرؤساء والملوك والأمراء والحكام
نعم ألعنكم أنتم يا من بعتمونا بأرخص الأثمان، أنتم يا من نسيتم رجولتكم ودفنتموها في مقابر "من يدفع أكثر"
ألعنكم أنتم يا من ترون أطفال فلسطين يذبحون وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم ولا تحركون ساكنا
بل على العكس تنادون بوقف اطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية
من أنتم حقاً.... وكيف أوصلتكم الأيام الى ما أنتم عليه
من أنتم؟ هل حقا أنتم من بني البشر؟ هل حقا أنتم من "خير أمة أخرجت للناس"

أيها الملعونون أبد الدهر... تبا لكم... فلن تلقوا سوى العار والخزي... وان الغبار الذي على أقدام أي طفل من أطفال فلسطين الأبرياء هو أفضل وأغلى من أكبر رأس فيكم

نعم أخاطبكم كلكم من ملوك وأمراء ورؤساء
كم أكرهكم وأكره الواقع الذي فرض علي أن أشارككم الهوية والانتماء... هل حقا أنتم من نفس ديني؟ هل حقا أنتم تنتمون إلى نفس الأمة التي أنتمي اليها

كم أكرهكم وأكره أقوالكم وأفعالكم وتجاراتكم وتعاملاتكم

نعم، لم يعد للكلام الموزون والمرتب والمهذب أي مكان هنا، فهو لم يعد يشفي غليلي منكم.... لم يعد الكلام الهادئ يعبر عن مدى حقدي وكرهي لكم

ابقوا هناك حيث أنتم، حيث تنتمي أنجس وأدنى وأقذر مخلوقات الأرض... اذهبوا يوم المحشر وانعموا برفقة كل القردة والخنازير

ها هي غزة تنوء تحت ثقل حصار قاتل وتعاني اجتياحا أقل ما يمكن ان يقال عنه أنه مجرم سفاح عديم الرحمة
وتزداد أعداد الشهداء والجرحى يوما بعد يوم
وماذا لدى العرب ليقدموه؟ لا شيء
فقط صمت مطبق كالعادة، فهم لن يغيروا ما فيهم أبدا... فقد حلت عليهم لعنة العار منذ الأزل ولن يتغيروا حتى يوم القيامة

وها هو العالم كله... يتزايد فيه التوتر يوماً بعد يوم، وتقترب فيه المنطقة الى الحرب الإقليمية الأكيدة، والعرب لا يزالون يتعلقون على حبال القوة العظمى أمريكا، يستجدون منها الرحمة والعفو والغفران حتى لا تغضب سيدة الدنيا عليهم... وهم قد نسوا أن هناك رب في السماء يسمع ويرى وهو على كل شيء قدير

هو رب الشهداء والمجاهدين يحميهم بعينه التي لا تنام
هو رب الشرفاء والأتقياء والذين يخافونه ويعملون من أجل رضاه
هو رب العزة والقدرة
وهو مهلك أمريكا واسرائيل وكل عملائها الكلاب الصغار الصعاليك

كل هذا يحدث والحكومات العربية لا تزال على موقفها

ولبنان يتهاوى يوما بعد يوم ويدخل في نفق طويل مظلم لا يعرف أحد نهايته سوى الله تعالى
أمريكا أصبحت على شواطئنا وعملاؤها في الداخل هم رهن الإشارة واسرائيل عند الحدود تنتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض

والعراق "كالعادة" من سيء الى أسوأ

ماذا نقول في وسط كل هذا

ولكن ان كانت الحكومات نائمة، وهذا ديدنها، فما موقف الشعوب؟
متى تنهض وتنتفض؟ متى تثور على قيودها الداخلية التي تخنفها وتمنعها من تنفس هواء العز والمجد؟

هل سأعتبر محرضة ضد النظام والدولة؟ حسنا فلأعتبر كذلك... ولكن على الشعوب العربية أن تتحرك وتقوم ضد كل هذا الاستعباد فلن يكون هناك تغيير يأتي من السلطة المتسلطة ولكن التغيير يأتي من الشعوب

ونحن لن نتخلى عن المقاومة حتى وان دفعنا أغلى الأثمان، فليس هناك أغلى من كرامتنا، ولو كان كل العالم والكون ضدنا فإننا سنظل نقاوم لأننا نعلم أن المظلوم سينتصر في النهاية والظالم سينال عقابه

وان كان هناك من يريد أن يبقى غارقا في ترهات الخلافات ويبقي غشاوة الاختلافات المذهبية حتى يمعن في طعن هذه الأمة ويساعد أعداءنا علينا فليبق كذلك فهو لن يضر الا نفسه

في الحقيقة لم يعد لدي ما أقول، فقد نفذ الكلام ولم يعد ذا جدوى
ولكنه كما يظهر سلاحي الوحيد في الوقت الحالي كي أنفس عما في داخلي

أعتذر ان كنت قد بالغت في تعبيراتي ولكن كما قلت، انه تنفيس عن مشاعر الغضب


رحم الله أطفال فلسطين الشهداء، والمجاهدين الشهداء، وثبتنا الله على خط المقاومة والممانعة مهما كبرت التضحيات وتعاظم الأعداء والمتآمرون
نسأل الله أن يمنحنا القوة والصبر حتى نجاهد بكل ما نملك من قوة



الأربعاء، فبراير 13، 2008

رجال صدقوا

فكرت كثيرا بما يمكنني ان اكتب في هذا البوست، ففي هذه الأيام تمر مناسبات كثيرة تستحق الذكر أولها مثلا ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير واحياء الذكرى يوم الخميس في ساحة الشهداء والحشد والتجييش الذي تقوم به قوى السلطة من أجل ذلك...
أو ذكرى استشهاد سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي وشيخ شهداء المقاومة الاسلامية الشيخ راغب حرب في 16 شباط/ فبراير (ملاحظة: ترتيب المناسبات هو حسب التاريخ وليس الأهمية )

ولكن حدث جديد هزنا اليوم، وهو اغتيال القائد الكبير في حزب الله الحاج عماد مغنية "الحاج رضوان" في سوريا ... استشهد القائد الكبير وقد قدم للمقاومة تضحيات كثيرة كما كل المجاهدين والشهداء... فلم ينعم بحياة خاصة.. بل كانت حياته للمقاومة بكل ما للكلمة من معنى... وكان خطره كبيرا جدا على الصهاينة لدرجة انه أصبح من المطلوبين الأوائل على لائحة "الارهاب" الأمريكية وقد كانت اسرائيل تحاول تصفينه منذ عشرين سنة ولم تنجح.... واستمر القائد سنوات باذاقة العدو صربات موجعة عبر عمليات عسكرية نوعية... وأكبر دليل هو الانتصار الكبير للمقاومة الاسلامية على الصهاينة في حرب تموز....فشلت اسرائيل كل هذه السنوات ان تنال من هذا البطل العظيم صاحب العقل العسكري البارع والذي هدد اسرائيل وأرعبها بشهادة قادة الصهاينة أنفسهم... حتى هذا اليوم... فقد وصلت يد الغدر والارهاب والقتل الصهيونية وطالت هذا القائد البطل العزيز وسلبته منا ومن المقاومة

ولكن الحاج رضوان قضى شهيدا.. ونال ما كان يتمناه طوال مسيرته الجهادية... قضى وقد افنى عمره فداء لهذا الدرب المحمدي والحسيني الذي يوصل الى العز والنصر ورضا الله تعالى....

فقدك يا حاج رضوان عزيز علينا... ولكن تأكد ان وصاياك حية فينا وان ما فعلته بالصهاينة لن يتوقف سنظل نجاهدهم ولن ندع أعينهم تنام ولن ندع بالهم يرتاح... والرد ان شاء الله لن يتأخر كما وعدت قيادة حزب الله

فسلاماً ايها القائد العظيم.... وهنيئا لك الجنة والسعادة الأبدية


سنمشي غدا في جنازة الشهيد العظيم جميعا في شوارع الضاحية الأبية لنجدد البيعة للشهيد ولجميع الشهداء والقادة بأن المقاومة لن تنتهي وأن محاولات العدو لاسكاتنا واضعافنا ما هي الا أسباب تدفعنا للمضي قدماً والإصرار على الجهاد والصمود أكثر فأكثر


السبت، فبراير 09، 2008

قصيدة "حسين أي جرح"


اي جرح.mp3


حسينٌ أيُّ جرحٍ من جِراحاتِكَ أعظم
ومن أين لمحزونٍ بها أن يتكلّم
جراحٌ تتعب الأين تفوق الكيف والكم
هل منها هبطت جارحة لا تتألم


جراحٌ هي أم فم
بحزنٍ يتبسم
لسانٌ ذاك أم دم
من علمه غيرك ما لم يكـ ٌ يعلم


في أي جرحٍ سيدي .. يسرح الفكر
من أي جرحٍ يُبتدى .. فهمُ كُثرُ
بل هل بقت جانحةُ ما بها كسرُ
أهون جرحٍ نابها دونها البحرُ


أي قلبٍ .. أي صدرٍ .. أي نحرٍ .. وجبين
أي سهمٍ .. أي رمحٍ .. كان أقسى .. يا حسين


حسينٌ أيُّ جرحٍ من جِراحاتِكَ أعظم
ومن أين لمحزونٍ بها أن يتكلّم
جراحٌ تتعب الأين تفوق الكيف والكم
هل منها هبطت جارحة لا تتألم


وهذا منحرٌ أم
كتابٌ يتحطم
ومحرابٌ يهدّم
هذا جسدٌ من كل جراح الدنيا معجم


كل جراحاتك يا سدي عظمى
مولاي هل من ذرةٍ فيك لم تُدمى
أم يا ترى هل فالبتول منك لم تظمى
أم هالخيول الادعياء غادرت عضماء


أي كسرٍ .. أي بترٍ .. أي سلبٍ .. ووداع
سيدي أن .. أي صبرٍ .. بعد هذا .. مستطاب


حسينٌ أيُّ جرحٍ من جِراحاتِكَ أعظم
ومن أين لمحزونٍ بها أن يتكلّم
جراحٌ تتعب الأين تفوق الكيف والكم
هل منها هبطت جارحة لا تتألم


وكم أسمعت من صم
وكم أنطقت أبكم
ومن سوّاك بلسم
داويت بنا مالم يداويه إبن مريم


كيف لمن يروي الورى .. يًمنع القطره
والمُلبس الدنيا تقاُ .. كيف لو يُعرا
فوق بُراق الرمح من .. أكمل المسرى
آه ومن بعده ما أصبر الأخرى


كل جرحٍ .. في البرايا .. قبل هذا .. قد يهون
قد نسينا .. فيكمُ ما .. كان فينا .. ويكون


حسينٌ أيُّ جرحٍ من جِراحاتِكَ أعظم
ومن أين لمحزونٍ بها أن يتكلّم
جراحٌ تتعب الأين تفوق الكيف والكم
هل منها هبطت جارحة لا تتألم


ومن بعدك يُرحم
فمن همٍ إلى هم
ومن قتلِ إلى سم
من حلل سفك الدمِ في الشهر المحرم


الشاعر عبد الله القرمزي
الرادود الشيخ حسين الأكرف

الأحد، يناير 27، 2008

حينما يعجز الكلام

احاول ان احدد لتدوينتي نقطة للبداية ولكن محاولاتي تبوء بالفشل

قد أبدأ بما حدث اليوم من مأساة في لبنان... سبعة شهداء ذهبوا ضحية المجهول كالعادة ... هذا المجهول الذي بات يسيطر ويتحكم بنا
شباب خرجوا تظاهراً للمطالبة بأدنى وأبسط حقوقهم المدنية المسلوبة
فيقوم مجهولون منتشرون على الأبنية بقنصهم... مجهول ... مجهول هو القاتل كالعادة
سبعة شباب في مقتبل العمر... منهم من كان مسعفاً حاضراً كي يسعف الجحرى فسقط شهيد الغدر والظلم

وان لم تكن تعلم ما سبب هذه التظاهرات التي زادت نسبتها هذه الأيام... فببساطة شديدة ان الشعب اللبناني (المعارض لسياسات الحكومة على وجه الخصوص) يعاني من فترة طويلة من تقنين خانق جدا في الكهرباء فقد تمر أيام بدون ان يأتي التيار الكهربائي الا ساعات قليلة....أو قد يعانون من عطل في محول الكهرباء الأساسي في الأحياء السكنية فلا يستجاب لطلبهم بتصليح المحول ،كما يحصل في الحي الذي نسكن فيه فقد مر قرابة الاسبوعين على هذه الحالة... يأتي التيار الكهرباءي ثم ينقطع ثم يأتي ثم ينقطع ثم يأتي ثم ينقطع (عليكم ان تحسوا بالواقع الذي نعيشه فرجاءاً كرروا "يأتي وينقطع" مئة مرة :) ) المهم يا أخوتي وأخواتي ان الضاحية الجنوبية على وجه الخصوص تعاني من عتمة مميتة تشعر المار في طرقاتها بأنهيمر في منطقة مدمرة منكوبة غير مأهولة.... ويكفي ان تنظر ناحية الجبل فترى الأضواء مشعشعة في كل مكان ، أو تمشي قليلا بالسيارة فتدخل منطقة أخرى على حدود بيروت لترى الأضواء في كل مكان... فتعلم حينها ان الظلم في لبنان أصبح منهج السلطة المتسلطة... ويخرج السنيورة "لا فض فاه" ليقول ويرتجز مفتخراً بان الخطأ هو خطأ المواطنين الذين يخالفون فيعلقون على المحولات أسلاك كهرباء بطريقة غير شرعية... فهل سأل نفسه هذا السارق كيف جمع أمواله هذه كلها؟؟؟ وألا تعد سرقة أموال الشعب واثقال كاهل الشعب بديون طوييييلة الأمد.... فليسكت السنيورة فليسكت أبداً ولا يسمعنا كلامه الفصيح المرتب... والذي يحمل سما قاتلا لقلب كل المظلومين المحرومين

هذا عن الكهرباء.... ولكن ماذا عن الخبز؟ ربطة الخبز التي كانت آخر أمل بالحياة لمن لا يملكون سوى سعرها او أقل.... أصبح الخبز مهددا بأن يصنف من الكماليات التي لن يقوى رب العائلة الفقيرة على تأمينها

هذا عدا عن الغلاء الفاحش والمستشري في كل كل شيء بدون استثناء... فلتسأل السلطة نفسها... ألا يحق للشعب اذاً أن يثور؟!!! ألا يحق لنا ان نطالب بأبسط مقومات عيشنا؟؟؟

نعم ايتها السلطة الجائرة... أتركي شعبك يغرق في نار الفقر والخوف والتنازع... ثم أعلني الحداد على الشهداء... فهذا ما قد أمتهنته طوال هذه الفترة السوداء من تاريخ وطننا

ابقى أيها السنيورة على عرشك العظيم... ولا تسمح لجفنك أن يرف ابدا... ولا لسمعك أن ينصت لأصوات الفقراء واليائسين من وضع البلد... أبقَ صلباً شامخاً كما أنت.... ابقَ ظالما متجبراً قاتلا كما أنت.... وأبقَ خادماً ضئيلاً تافها حقيرا لأعداء الانسانية أنت ومن معك من رعاع أمريكا واسرائيل

لعنتم يا قاتلي الانسانية.... ابقوا كما أنتم فسياتي اليوم الذي تندمون على كفركم... أنسيتم أن هناك رب يحمينا؟ وأن هناك رب يرانا ويراكم؟

فلا قول إلا... حسبنا الله ونعم الوكيل