الخميس، مايو 29، 2008

...::حيدر وسمية(2)::...

... في اليوم التالي، عندما التقت الصبيّتان مجدداً، سألت نرجس سمية سؤالاً فاجأها، لكنه غمرها بسعادة لا توصف.
سألتها نرجس: "ما رايك بأخي حيدر؟"
خجلت سمية، فماذا عساها تقول... أتقول أنه الشاب الذي سرق قلبها منذ زمن. هل تقول أنها كانت تنتظر اللحظة التي تراه فيها ولو للحظات قليلة... وكيف عساها تعبر عما يختلج صدرها. وکانت کلما حاولت ان ترصف كلماتها تتراجع خجلة. فسبقتها نرجس، كأنها تريد أن توفر عليها عناء الإجابة والخجل، وقالت: "بصراحة أخي حيدر معجب بك منذ زمن، ولكنه لم يجد الفرصة ليكلمك أو يعبر عن شعوره، فطلب مني أن أساعده على ذلك".

في تلك اللحظة أحست سمية أنها لم تعد موجودة داخل غرفتها، فقد أصبحت الغرفة شيقة جداً، لا تساع فرحها الذي تشعر به. أحست أنها تطير في السماوات، وأن أي كلمة مهما عظمت لن تكفي كي تعبر عن سعادتها.

أعادت نرجس السؤال عليها مرة أخرى، وكأنها تعيدها إلى أرض الواقع. فاحمر وجه سمية خجلاً، لكنها ابتسمت ابتسامة فهمت منها نرجس أن صديقتها تبادل أخاها الشعور نفسه، أو تأكدت مما كانت تشعر به سابقاً من اعجاب بين الاثنين.

وعندما عادت نرجس إلى البيت، استقبلها أخاها بالسؤال واللهفة كي يعرف ما كان جواب سمية. ضحكت نرجس، وكأنها تريد أن تلهو قليلاً وتزيد من لهفة أخيها لمعرفة الجواب، فكرر حيدر سؤاله مرات ومرات عديدة. وعندما زفت نرجس إلى أخيها النبأ السار، كان وقعه على قلب حيدر الشاب كأجمل ما يكون، وشعر حينها بسعادة غامرة، وارتاح قلبه الذي انتظر الجواب كثيراً.

ولم ينقضِ وقت طويل حتى اجتمع الحبيبان في بيت واحد، بيت حلما سوياً أن يبنياه بحب وإيمان وأمل، وأن يعيشا فيه بمودة ورحمة، وأن يملآه أطفالاً كالملائكة يركضون ويلعبون في أرجاء المنزل، ويُتعبون أمهم طوال النهار، ثم حين يعود أبوهم مساءاً يركضون نحوه محتفلين برجوعه. كانا يتخيلان كل هذا ويضحكان. ومرت الأيام وحبهما لم يتوقف عن الازدهار،و سعادتهما كانت دائما في ازدياد.

يتبع...

السبت، مايو 24، 2008

...::حيدر وسمية(1)::...


\*/*\*/حيدر وسمية/*\*/*\


استفاقت في وسط الليل على صوت بكاءه، هرعت إليه، فهي لا تقوى على سماعه يبكي، ولا تتحمل رؤية دموعه. حملته بين ذراعيها تقبله حيناً وتربت عليه وتمسح على رأسه حيناً آخر. بعدما هدأ الصغير، نظرت إليه بحنان عظيم، وتأملت عينيه طويلاً. لم تكن ترى فيهما سوى عيني أبيه. كم هي مشتاقة إليه...

ضمته إليها فغفا على صوت دقات قليها، اسندت رأسها إلى حافة سريرها وهو لا يزال بين يديها. وصارت تنظر إليه والدموع تنهمر من عينيها، وتتذكر كل لحظات حياته السابقة....

****

إنه الصباح، ذلك المخلوق العجيب، يولد كل يوم فيزيح الليل عن الكون وتتربع مكانه. دخلت الشمس إلى غرفتها، فاستفاقت سمية. كانت فتاة في السابعة عشرة، شديدة الجمال، رقيقة القلب، ابتسامتها البريئة لا تفارقها. نهضت سمية من سريرها، وتوجهت نحو النافذة وفتحتها سامحة لأشعة الشمس بالدخول. تنشقت قليلاً من نسيم صباح قريتها التي لطالما أحبتها.رتبت الصبيّة غرفتها، ثم خرجت إلى غرف البيت، ترتبها وتضفي عليها سحرها. وكانت بوجهها الملائكي تتجول على أفراد عائلتها توقظهم بلطفها المعهود، والابتسامة لا تفارق شفتيها.

ومرّ الوقت، كانت سمية تساعد أمها وأخواتها في أعمال المنزل، فترتب معهن وتحضر الطعام معهن. وبعد الظهر زارتها نرجس، كانت نرجس جارتها وصديقتها منذ الطفولة، خرجتا معاً إلى ساحة القرية ليتمشيا كما يفعلان كل يوم. فهناك في ساحة القرية القديمة، تتجاذب الصبيتين أطراف الأحاديث، ويتحدثان عما جرى معهما خلال النهار، وقد يتحدثا عن أحلامهما لحياتهما المستقبلية، ويتذكرا حوادث جرت معهما منذ صغرهما في حارات القرية وبيوتها. وفي طريق العودة، التقيا بشقيق نرجس، حيدر. خجلت سمية وأخفضت رأسها وهي تبتسم، فهي لطالما أحبت حيدر سراً، حيدر ابن الجيران، الشاب الشجاع الخدوم المؤمن الوقور والذي يمدحه جميع من في القرية.

وقفت نرجس قليلا لتتحدث مع أخيها، وكانت سمية واقفة جانباً خجلة لا تنظر إليهما. لكن حيدر كان يسترق بضع نظرات خجولة إليها ثم يعود لاكمال حديثه مع أخته. ثم ذهب حيدر، وعادت الصبيّتان يتمشيان ويتحادثان، وحين وصلتا إلى حارتهما افترقتا فذهبت كل واحدة إلى بيتها.

يتبع...

الخميس، مايو 22، 2008

اللـّــه أكـــبر .... وللّــه الحمـــد



الله أكبر ولله الحمد
أقولها من كل قلبي
فما حصل هو أمر يستحق حمد الله سبحانه وتعالى

اتفق القادة اللبنانييون وأخيراً، وأصبح بإمكاننا نحن اللبنانييون أن نفكر بما يمكننا فعله غداً. أصبح بالإمكان التخطيط لمستقبل، ولو قريب، بعد أن كانت الحياة عبارة عن مغامرة يومية نعيشها وتبدأ بمجرد أن نفتح أعيننا يومياً على شمس الصباح

سأحاول عدم العودة الى ما سبق من أحداث، ولكن ما حصل كان هو باب الحل.... وهنا يكمن السؤال، فبعد أن نالت المعارضة مطالبها التي طالبت بها منذ بدء الاعتصام في ساحة رياض الصلح، أما كان من الأسهل أن تقبل الحكومة بهذه المطالب منذ اليوم الأول وتوفر على البلد سنة ونصف من التوتر والحقن والمشاكل حتى وصلت الى شفير الحرب؟

الحمدلله أننا وأخيرا توصلنا الى اتفاق، وكان للمعارضة ما أرادته، رغم أننا قدمنا تنازلات كثيرة، ولكن المهم أننا وفرنا على وطننا حرباً كانت ستقضي عليه. والحمدلله أن مسألة سلاح المقاومة لم تكن قيد النقاش كما أراد بعض أقطاب السلطة ومن وراءهم أمريكا وإسرائيل.
وقد خيب هذا الاتفاق آمال الكثيرين منهم جزء من الموالاة. وهذا الجزء حاول من قبل الذهاب الى قطر أن يوحي بالأجواء السلبية وأن لا يجب على "حزب الله" أو المعاضة أن يرفعوا سقف توقعاتهم وتفاؤلهم. ولكن لقد هزمنا مشروع الفتنه هذا واستطعنا أن نتوصل الى حل هو بالتأكيد مؤقت، على أمل أن يتم تغيير جذري للنظام اللبناني حتى يتم تحصين البلد من أي مشروع جديد للفتنة الداخلية.

وظهر للعالم أن المعارضة الوطنية لم تكن تنوي الاستئثار ولا السيطرة، ولم تنو أن تستثمر ما جرى على الأرض حتى تضغط على المتحاورين، بل على العكس وباعتراف سعج الحريري نفسه، فإن المعارضة قدمت تضحيات وتنازلات كثيرة، وكان اعلان الرئيس بري باسم المعارضة رفع الاعتصام في بيروت أكبر دليل على نزاهة وصدق مشروع المعارضة الوطنية وأن المعارضة تريد المشاركة ولا شيء سوى المشاركة، وأنها حين حققت مطلبيها الاساسيين من خلال الحوار، فقد حقق الإعتصام هدفه وحان وقت ازالته.

ندعو الله جميعا أن ننال فرصة بناء بلدنا كما نحلم به دائماً، بلداً قوياً لا يقوى أحد على الاعتداء عليه أو السيطرة عليه، مزدهراً يستقطب العالم أجمع ويكون مركز راحة واسترخاء لأي قاصد. وأن لا يضطر أحد ترك بلده لأي سبب كان، اقتصادي أو سياسي أو أمني.

عاش لبنان
الله أكبر ولله الحمد





















صور ازالة خيم الاعتصام من وسط بيروت (الصور من موقع الانتقاد)

الثلاثاء، مايو 20، 2008

عن الضمير العربي (الأغنية)

نصف ساعة من البكاء المتواصل
هكذا أصف حالتي حين شاهدت أوبريت الضمير العربي لأول مرة
في الواقع انه عمل جميل جداً
ولكن ما أثر في شخصيا كانت الصور أكثر من الكلمات، واعتقد ان هذا هو حال الكثيرين ممن شاهدوه
ولكن السؤال هنا، ماذا بعد الأوبريت؟ هل سينفع هذا النداء العالي للضمير العربي؟
اعتقد أنه لو أن الضمير العربي لا يزال يمتلك روحاً وحياة، فكان يجب على كل من يشاهده أن ينتفض من مكانه، وأن يبدأ العمل على تغيير واقع أدمى الأمة طوال سنين طويلة

اليوم وبعد ستين سنة على نكبة فلسطين، وفي كل هذه الأحداث الدامية في لبنان، والموت البطيء للعراق، والمرض الصامت الذي يضرب كل دول عربية على حدى.. أين الضمير العرب؟

أتمنى ان تكون الصحوة قريبة، ويكون التغيير جذرياً وحقيقياً



قريباً قصتي القصيرة الأولى :
"حيدر وسمية"

السبت، مايو 10، 2008

انتصار الحق

ان ما حدث في لبنان في الأيام الماضية هو أمر عظيم وهائل، ولقد كانت الأحداث متسارعة ومتلاحقة، فأصبح صعب أن أكتب شيئاً لأنه سرعان ما يتغير. ولكنني رأيت أنه من واجبي كمدونة أنتمي إلى المعارضة الوطنية، من واجبي أن أبين رأيي وأساعد في توضيح الحقائق خصوصا لمن أستطيع التواصل معهم من الشعوب العربية. فقد عانت المعارضة في هذه الأيام من تعتيم إعلامي بشع وكذب وافتراء وتلفيق تهم كثيرة. وهذا طبعا ثمن بسيط مما يدفعه كل المطالبون بالحق والانصاف والحرية والعزة. ومهما حاول الأذلاء والكذابون تشويه الحقائق فإن الحق سينتصر في النهاية لا محال.
سأبدأ بتفسير كيف بدأت الأحداث من البداية. أعتقد أن الجميع علم بأمر المؤتمر الصحفي الذي عقده وليد جنبلاط (لعنه الله)، اسمحوا لي باستعمال هذا التعبير فهو أرقى ما قد يقال بحق أمثال هذا، إذا عقد هذا مؤتمرا صحفيا ظن فيه أنه يحرز انتصارا أو انجازا كبيرا فطالب أن يقطع شبكة اتصالات المقاومة السلكية واحالة المسؤولين الى القضاء، وطالب باقالة قائد أمن المطار وفيق شقير، كما طالب بأمور أخرى كطرد السفير الإيراني والخ الخ. ولم يستح هذا الشيء مما طالب به ولم يخجل من أن يكون طلبه هذا خدمة للعدو الاسرائيلي الذي عجز بجيشه كله ان يهزم هذه المقاومة الشريفة. المهم، أن توقيت هذا المؤتمر الصحفي كان مدروساً جدا. فما الذي حصل، بعد يومين تقريبا من هذا المؤتمر الصحفي الملعون، كان إضراب الإتحاد العمالي العام مقررا أن يحصل في الأربعاء 7 أيار/مايو قبل أسبوع، كما تقررت مظاهرة للاتحاد دعت إليها أيضا المعارضة الوطنية. فخرج الناس كالعادة يلبون طلب المعارضة فتجمعوا في كورنيش المزرعة حتى تبدأ المظاهرة، ولكن ميليشيا المستقبل كان لها رأي آخر فاعتدت على المتظاهرين بالحجارة والأسلحة، وبدأت منذ تلك اللحظة الاشتباكات.
وكان خطاب سماحدة القائد السيد حسن نصر الله (حفظه الله) فأكد على أننا لا يمكن أن نسكت عن مساس المقاومة وسلاحها، فهذا هو خطنا الأحمر ونحن قد نتساهل في أي شيء وكل شيء إلا هذا. وحدد مطالب المعارضة، وأنه على الحكومة الفاسدة اللاشرعية الرجوع عن قراراتها والذهاب الى الحوار حتى تسحب المعارضة المتظاهرين من الشوارع. وبدأت ليلتها الاشتباكات تتزايد في بيروت، فقد خرج مسلحو ميليشا المستقبل بأسلحتهم المخبأة ليقاتلوا المتظاهرين من أهل المنطقة، وكان على شباب المعارضة أن يدافعوا عن أنفسهم. وتغيرت المعادلات، واستطاع شباب المعارضة أن يسيطروا على مناطق في بيروت ويسلموا مراكز ميليشيا المستقبل "الاجتماعية" ، والتي كانت تحوي أسلحة وذخائر اسرائيلية ومشروبات روحية، إلى الجيش. وكانوا كلما سيطروا على منطقة سلموها الى الجيش اللبناني. هنا يكمن بيت القصيد، فقد قامت السلطة واعلامها باختلاق الأكاذيب
مثلا، قالوا أن المعارضة تستبيح الحرمات وتدخل المنازل وتفزع الأهالي، بينما أن شباب المعارضة كانوا يحمون منزل الوزير اللاشرعي حسن السبع مثلا وعائلته بعد فرار حراسه. وكانوا كلما دخلوا مركزا لميليشيا المستقبل يسلمونه للجيش، وهم لم يدخلوا أي منزل للمدنيين، ولم يقتلوا أي مدني، بل على العكس فإن الناس خرجت بعد هدوء الاشتباكات وراحت تتجول من دون أي اعتراض أو ازعاج.
قالوا أن حزب الله هو الذي هدد بحرق مبني تلفزيون المستقبل، بينما ان الذي هدد ونفذ هو حزب آخر لن أذكر اسمه وكلهم يعلمون هذا.
كما أن اعلام السلطة والحكومة اللاشرعية كانت دائما تركز على قول أن "مقاتلي حزب الله" هم الذين يفعلون كذا وكذا في شوارع بيروت، وذلك كي يسيؤوا الى المقاومة ولكنهم يعلمون تماما أن هناك أحزاب أخرى كانت تشارك أيضا في طرد ميليشيا المستقبل من بيروت غير عناصر حزب الله.
وكم قالوا عن سلاح الحزب الذي وجه للداخل، يا أعزائي لو أن "سلاح حزب الله" هو الذي وج للداخل لرأيتهم صواريخ وقذائف ضد الدروع تدمر كل ما في العاصمة، ولكن مقاتلي المعارضة استعملوا نفس السلاح الذي استعملته ميليشا المستقبل في الاشتباكات. فلماذا لا يقال أشضا أن هؤلاء المخربين من المستقبل هم أيضا يستعملون السلاح، ومن أين لهم هذا السلاح كله؟؟؟ هذا عدا استقدام المرتزقة من الشمال ومن خارج لبنان كمصر وسورية وفلسطين والخ الخ للمشاركة بالقتال ضد المقاومة مقابل مال قليل.
لم يكن هذا احتلالا ولا اجتياحا لبيروت من قبل "حزب الله" فها هي الطرقات سليمة، ولا يخلو الأمر من بعض الأضرار فطبعا هناك اشتباكات حصلت وهذا ثمن طبيعي، ولكن هل نسي هؤلاء الكذابون القتلة كيف أنهم أحرقوا بيرون مرات ومرات بحروبهم وخرابهم ونزعاتهم الإجرامية من قبل، هل أصبح القاتل جعجع (لعنه الله مئة مرة) حنونا يخشى على أمن أهالي بيروت، ويذكرهم بالاجتياح الاسرائيلي الذي كان هو يشارك فيه؟
لماذا كل هذا الكذب؟ لماذا كل هذا الافتراء والظلم؟
ولن ننسى كيف أن ميليشا المستقبل قتلت ناسا أبرياء ومدنيين في مناطق أخرى من لبنان كالبقاع. وقتلت عمالا سوريين. وكيف أن انصار جنبلاط (لعنه الله) اختطفوا ثلاث عناصر من حزب الله في الجبل وعدمت اثنين منهم بالرصاص والسكاكين وشوهتهم ورمتهم أمام المستشفى وأخفت الثالث. هل قامت المعارضة بكل هذا؟ من أحرق مكتب حزب الله في الشمال؟ ومكتب التيار الوطني الحر في الشمال؟ ومن أحرق منزل مدير مكتب السيد محمد حسين فضل الله في الشمال؟ حزب الله أيضاً؟

حتى الآن الأمور هدأت، وتراجعت الحكومة اللاشرعية بطريقى غير مباشرة. فالسنيورة (لعنه الله) وبعد غيبة واختباء ليومين أطل علينا بطلته البهية بعد شحن خارجي، لينفي صدور القرارين من الأصل وأحال القرارين لقيادة الجيش كي يتصرف بهما بمعرفته. لن أعلق على غباء تصريحاته وكثرة الكذب والاحتيال في كلمته، فكلنا يعرف كذب هذا الرجل واحتياله علينا. والحمدلله أن الجيش اللبناني وقيادته حكيمة وعازمة على حماية الوطن. فسارعت باصدار بيان يقدي بابقاء العميد شقير في منصبه، وحماية شبكة اتصال المقاومة... وهكذا عادت الحكومة عن قراراتها من دون أن "تحط على حالها غلب" كما نقول في لبنان. ووفت المعارضة بوعدها فسحبت المظاهر المسلحة من الطرقات.

ولكن سنظل على عصياننا المدني حتى تتحقق مطالبنا.
ولن نخضع لكل هذا الكذب والافتراء، فإن الحق يعلو ولا يعلا عليه. ولن يستطيع أحد تشويه صورة المقاومة الشريفة الطاهرة التي فعل ما عجز عنه "أرجل" قادات العرب طوال ستين عاماً من اغتصاب لفلسطيننا الحبيبة.
كل عقل حر، وضمير حي سيظل مدى الدهر واثقاً بأن المقاومة لا يمكن أن تكون إلا شريفة وعالية عن كل دنس. ولن ننزلق إلى جحوركم المظلمة من الغدر والقهر والظلم. سنظل نحن الأعلى والأقوى والأقدر على الصمود.
وبصراحة لو كان الأمر بيدي أو بيد أي أحد من شعب المعارضة المقهور المظلوم، لكان المقاتلون دخلوا إلى السراي منذ اليوم الأول ولقنوا السنيورة (لعنه الله) وأصحابه (لعنهم الله) درساً لن ينسوه، ولكانت علقت المشانق في وسط رياض الصلح، وشاهد العالم كله اعدام هؤلاء الصغار.
ولكن قيادتنا قيادة حكيمة، تحرص على وحدة وسلامة الوطن. ومهما تدنى خصمنا في مستواه الإنساني نظل نحن أكثر انسانياً وشرفاً.

سنظل نناضل حتى ننال حقنا في الحياة والمشاركة، ولن ينفعكم أي دعم خارجي، فقد رأينا كيف تخلت عنكم كل الدول التي دعمتكم في البداية، وكيف تركتكم الأم الحنون كوندي تتخبطون وحيدين.

الحمدلله الذي نصرنا على أعدائنا، وسينصرنا مادمنا على الحق

لن نترك السلاح ... لبيك يا نصر الله

الأحد، مايو 04، 2008

فشة خلق.. مش أكتر

يبدو لي شعور الكتابة بعد هذه الغيبة الطويلة شعوراً غريباً جداً. فأنا لم أكتب هنا منذ فترة طويلة. يمكن ان نسمي هذه الحالة "موت الحماسة" فهي بالفعل كذلك، وبالرغم من أن هناك مئات الأشياء التي يمكنني أن أكتب عنها إلا أنني لا أشعر بالدافع كي أكتب ولو حتى حرفاً واحداً. ولكن بما أنني أكتب الآن فلم لا أتكلم قليلا عن آخر المستجدات.... خرج وليد بيك جنبلاط بتصريحات نارية البارحة، فأطلق عنان عقله لكل أساليب الغدر والكذب والنفاق والعمالة، وقال ما لا يقال، وصار يبعث بأوامره إلى قائد الجيش ووزير الدفاع وكأنه مسؤول عنهم أو هم موظفون لديه ينتظرون منه الإشارة لإقالة قائد جهاز أمن المطار، أو منع وصول الطائرات الإيرانية الى مطار بيروت، أو حتى طرد السفير الإيراني من لبنان. هل تجرأ هذا الوقح أن يقول بطرد السفير الأمريكي حين كانت اسرائيل تقتل الأطفال في لبنان وهو يصول ويجول ويندد بالمقاومة. أم أنه فقط يلهث وراء أقدام الإدارة الأمريكية فينفذ الأوامر فقط ويطيع كأي بهيمة لا تعي أو تفقه. ما الذي دفع هذا "الشيء" إلى قول كل ما قاله، هل هو الكره؟ أم الحقد؟ أو الخوف؟ أم هو الضمير الميت؟ أم هي العمالة؟ أم هي النفود التي أعمت عينيه؟ أم ماذا؟ ما الذي مفعه إلى إعطاء إسرائيل هذا الشعور الرائع بالرضا والسعادة؟ تظل هذه الأسئلة تنتظر أجوبة العقلاء. ونظل نحن في لبنان عالقون في نفق لا يبدو أن الخروج منه قريب. بل إن العتمة تزيد كلما تقدمنا أكثر فأكثر. فهل سنصل إلى الصبح القريب قريباً؟ أم أننا سنظل في عتمة الظلم والقمع والتسلط والغلاء والفقر والبطالة وقلة الحيلة وووو طويلاً؟ وإلى متى سنحتمل سلطة باعتنا بأرخص الأثمان ولم تعد تأبه أمتنا أم عشنا.
ربما موت الحماسة هذا لا يتعلق فقط بالتدوين، ولعل السبب يعود إلى كل هذا الذي نعيشه في العالم، حتى أضحت كل الكلمات لا تقوى حتى على وصف أصغر وأتفه شعور بالألم والضيق، فلم الكلام إذاً؟؟
أوليس هذا تفكير العصر؟
أراحنا الله من كل هذا الضيق، وهدانا إلى الدرب القويم، وثبتنا على الحق دائما أبداً.
اللهم عجّل فرج وليك الحجة وأذهب به الظلم والجور عنا يا الله
آمين رب العالمين