السبت، مايو 24، 2008

...::حيدر وسمية(1)::...


\*/*\*/حيدر وسمية/*\*/*\


استفاقت في وسط الليل على صوت بكاءه، هرعت إليه، فهي لا تقوى على سماعه يبكي، ولا تتحمل رؤية دموعه. حملته بين ذراعيها تقبله حيناً وتربت عليه وتمسح على رأسه حيناً آخر. بعدما هدأ الصغير، نظرت إليه بحنان عظيم، وتأملت عينيه طويلاً. لم تكن ترى فيهما سوى عيني أبيه. كم هي مشتاقة إليه...

ضمته إليها فغفا على صوت دقات قليها، اسندت رأسها إلى حافة سريرها وهو لا يزال بين يديها. وصارت تنظر إليه والدموع تنهمر من عينيها، وتتذكر كل لحظات حياته السابقة....

****

إنه الصباح، ذلك المخلوق العجيب، يولد كل يوم فيزيح الليل عن الكون وتتربع مكانه. دخلت الشمس إلى غرفتها، فاستفاقت سمية. كانت فتاة في السابعة عشرة، شديدة الجمال، رقيقة القلب، ابتسامتها البريئة لا تفارقها. نهضت سمية من سريرها، وتوجهت نحو النافذة وفتحتها سامحة لأشعة الشمس بالدخول. تنشقت قليلاً من نسيم صباح قريتها التي لطالما أحبتها.رتبت الصبيّة غرفتها، ثم خرجت إلى غرف البيت، ترتبها وتضفي عليها سحرها. وكانت بوجهها الملائكي تتجول على أفراد عائلتها توقظهم بلطفها المعهود، والابتسامة لا تفارق شفتيها.

ومرّ الوقت، كانت سمية تساعد أمها وأخواتها في أعمال المنزل، فترتب معهن وتحضر الطعام معهن. وبعد الظهر زارتها نرجس، كانت نرجس جارتها وصديقتها منذ الطفولة، خرجتا معاً إلى ساحة القرية ليتمشيا كما يفعلان كل يوم. فهناك في ساحة القرية القديمة، تتجاذب الصبيتين أطراف الأحاديث، ويتحدثان عما جرى معهما خلال النهار، وقد يتحدثا عن أحلامهما لحياتهما المستقبلية، ويتذكرا حوادث جرت معهما منذ صغرهما في حارات القرية وبيوتها. وفي طريق العودة، التقيا بشقيق نرجس، حيدر. خجلت سمية وأخفضت رأسها وهي تبتسم، فهي لطالما أحبت حيدر سراً، حيدر ابن الجيران، الشاب الشجاع الخدوم المؤمن الوقور والذي يمدحه جميع من في القرية.

وقفت نرجس قليلا لتتحدث مع أخيها، وكانت سمية واقفة جانباً خجلة لا تنظر إليهما. لكن حيدر كان يسترق بضع نظرات خجولة إليها ثم يعود لاكمال حديثه مع أخته. ثم ذهب حيدر، وعادت الصبيّتان يتمشيان ويتحادثان، وحين وصلتا إلى حارتهما افترقتا فذهبت كل واحدة إلى بيتها.

يتبع...

هناك 11 تعليقًا:

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. يقول...

وقفت نرجس قليلا لتتحدث مع أخيها، وكانت سمية واقفة جانباً خجلة لا تنظر إليهما. لكن حيدر كان يسترق بضع نظرات خجولة إليها ثم يعود لاكمال حديثه مع أخته. ثم ذهب حيدر، وعادت الصبيّتان يتمشيان ويتحادثان، وحين وصلتا إلى حارتهما افترقتا فذهبت كل واحدة إلى بيتها.

-------------------------
القصة جميلة اوى يا شهيدة بجد حلوة اوى واسلوبك فى السرد رائع منتظر البقية متابع بشدة

نور الدين (محمد الجيزاوى) يقول...

عزيتى شهيدة ...
.........
لا ادرى شعرت ان تعليقى السابق ربما لم يكن فى موضعه
لا سيما وانه مرورى الاول
فاردت ان اعيد صياغة نفسى فى شمس جديدة اهديها لقلمك الرائع
وارجو ان تكملى مسيرتك وان تجعلى روايتك اكثر زخما وتسارعا لانى اود ان انفذ الى مخبؤ عقلك من خلف كلماتك
.........
كما ادعوك دعوة خافتة متخاجلة تجرجر اذيال الحياء لزيارة مدونتى لتعطينى رأيك الثمين فى موضوعى الاخير
وان كنت اعلم انه لا يليق لقلم متواضع مثل قلمى ان يدعو قلمك الرائع للزيارة
ولكن عزائى أن الشمس لا تبخل على الجحور كما تسكن القصور
...
دمتى بخير
.......
نور الدين محمود

موناليزا يقول...

فى انتظار الباقى

Ahmad Hegab يقول...

يتبع !!

بعد ما تشدينى كدا تقوللى يتبع !!

برافو يا شهيدة و فى انتظار الباقى و البقية بعدها انشالله

بس بسرعة

:)

تحياتى

Ahmad Hegab يقول...

عجبنى الفصل بين الاحداث الزمنية بالرجوع فى الزمن الى الوراء

الصياغة عجبتنى جدا

يلا فى انتظار المزيد

واحة خضراء يقول...

احداث بين جدران القريـة

رائع ان نلتهم المزيد منكم

بانتظار التكملة

شهيدة يقول...

الغزالي

شكرا على تلبيتك الدعوة
ومبسوطة ان القصة عجبتك حتى الآن

تحياتي

شهيدة يقول...

nour

لقد أخجلتني حقاً
أشكرك على تعليقك وأتمنى أن تنال القصة اعجابك

تحياتي

شهيدة يقول...

monaliza

شكرا على مرورك
ان شاء الله تنال القصة اعجابك

شهيدة يقول...

أحمد

ماهو ده اسلوب التشويق والجذب :)

ححاول ما أتأخرش في كتابة الأجزاء

مبسوطة ان القصة عجبتك لحد الآن

وشكرا على رأيك المشجع

تحياتي

شهيدة يقول...

خادم الحسين

شكرا على مرورك
ان شاء الله نكون عند حسن ظنكم

تحياتي