الاثنين، يونيو 11، 2007

....من طالبان الى فتح الاسلام

أرسل لي أحد الأصدقاء وهو الأستاذ والكاتب محمود جابر مقالة كتبها وطلب مني نشرها، والموضوع يتعلق بظاهرة فتح الاسلام في لبنان
وأود أن أشير أنني أتفق مع الأستاذ محمود في أغلب ما قاله لكن هذا لا يعني أنني أتبنى كل ما قيل في مقالته
وهذا لمجرد التوضيح
وأود شكر الأخ محمود لثقته بي وطلبه مني نشر مقالته عندي
أترككم مع المقال
من طالبان إلى فتح الإسلام
للسعودية وجوه كثير
بقلم / محمود جابر*

كان بودي أن استكمل حديثي السابق عن الدولة الفاطمية في مصر، غير أن الأحداث التي جرت في لبنان وتحديدا تداعيات ما حدث في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين كان هو الحدث الأهم والذي عكس كل تشابكات الأوضاع العربية والإقليمية، وأيضا الدولية في الربع قرن الأخير.
أحد أهم هذه الأحداث والقضايا هي القضية الفلسطينية التي لا تكاد نشرة إخبارية أو صحيفة دورية، إلا وتذكر شيئا عن هذه القضية العالقة منذ الانتداب الانجليزى، ثم وعد بلفور.
ومثلت القضية الفلسطينية في لبنان واحدة من أهم قضايا الاستقرار والأمن أو الحرب سواء حربا مع العدو، أو حربا أهلية منذ أحداث 1975ثم حادث الباص ثم الاجتياح الاسرائيلى للبنان، وكل هذه المحطات إضافة إلى اوسلو ومدريد كانت تتمحور حول محور واحد وهو إنهاء القضية الفلسطينية، وبعثرت الفلسطينيين في الشتات أو توطينهم في بعض الأقطار العربية. ومن هذه الزاوية يمكن استخدام لافتة فلسطين والفلسطينيين حتى يصبحوا مركزا للاضطراب السياسي وعبء على بعض الدول المستضيفة لهم مما يجعل هؤلاء الفلسطينيين في مواجهة مع شعوب المنطقة والشعب اللبناني، فيبادلونهم الكره بديلا للحب والدعم.
أما المحور الثاني: هو إدخال لبنان طوعا أو كرها أو تآمرا في المشروع الصهيوني سواء سمي مشروع نهر الليطانى، أو إسرائيل الكبرى.
وفى طريق هذا المشروع لابد من التغيير الثقافي، والمعرفي، ودعم الوجود الطائفي والمحصصات السياسية، حتى يكون مدخلا إلى التفتيت والتقطيع لتكسير وتجزأت الكيانات القطرية وهذا المنهج يتطلب إحياء الأصولية الدينية السلفية (إسلامية – مسيحية – يهودية ). لهذا فقد راعت الولايات المتحدة الأمريكية منذ بدء مشروعها الامبراطورى كل الاصولايات العالمية، سوءا عن طريق العربية السعودية والمذهب الوهابي، أو الأصولية المسيحية المتمثلة في المسيحية الصهيونية، أو عن طريق دعم الصهاينة..ثم دفعهم جميعا إلى آتون دائم ، وهذا ما عرف في مطلع السبعينات من القرن الماضي وعن طريق الاستخبارات المركزية الأمريكية بحزام الأصولية ، وهو اليوم يعاد تعبئته من جديد في شكل مشروع الشرق أوسط الجديد أو الكبير ، بما يتضمنه من آلية تنفيذية ، وعلى الوجه واللفظ الامريكى للسيدة – العذراء دائما – كوندا ليسا رايس وزيرة الخارجية وسمته بالفوضى الخلاقة .
كان شاكر العبسى – بهي الطلعة – واحد من أدوات الفوضى الخلاقة والذي يمكن أن تجده متماثلا في الشكل والروح واللفظ مع أسامة بن لادن، أو رفيق دربه – الشرقاوى بلدياتى – الدكتور الظواهري، أو السيد أبو حمزة المصري، أو الأخ المبجل المرحوم الزرقاوى، وربما كلهم مثل سيدهم أمير المؤمنين الملا عمر.
وربما لنا أن نسأل سؤالا بريئا من هو الأخ المجاهد شاكر العبسى ومن أين جاء ولماذا هو في مخيم اللاجئين في نهر البارد ؟؟...
في حوار نشرته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 1 مارس الماضي قال العبسي: كل الاتهامات ألصقت بنا، وقيل أننا وافدون من سورية علماً بأنني كفلسطيني أردني، تركت الأردن وأنا صغير جدا، ومنذ السبعينات، وأنا أتنقل بين المخيمات في سورية ولبنان. نحن كعسكريين في حركة فتح الموجودة في البلدين، نتواجد حيث يطلب إلينا أن نكون. عناصرنا كانوا موجودين في مختلف المخيمات اللبنانية قبل الحادثة الأمنية التي حصلت في نوفمبر الماضي في «مخيم البداوي». ويقول العبسي أن كل التهم التي حيكت حول حركته سببها الراية الإسلامية التي يحملها.
وحين سؤال من أنتم إذاً وكيف تشكلتم، قال: «نحن مجموعة من الشباب المسلم في تنظيم «فتح الانتفاضة» أعلنا راية «لا اله إلا الله» لما رأينا أن لا سبيل للوصول للهدف إلا بها، لأن كل الرايات السابقة أسهمت في إفساد شعبنا لقد ضيعنا الهدف لذا انفصلنا عن فتح الانتفاضة وعن أبو خالد العملة وقلنا تكراراً أن للرجل رؤيا قومية علمانية، ونحن لا نرى سبيلا غير الإسلام».
ولأن العبسي يرى أنه الوحيد الذي رفع راية لا إله إلا الله فقد أعلن عندما أحس بنشوة النصر بعد (فتح) مخيم نهر البارد «الآن تغير الأمر، وعرف أهل المخيم حقيقتنا وبات أهالي مخيمات أخرى يطالبون بدخولنا، وسندخلها كما دخل النبي (ص) المدينة باستقبال الأنصار له، هذا هو الذي يتم العمل عليه، هل سيحاصر الجيش كل المخيمات حينها؟ حالياً، نحن متواجدون هنا بشكل علني وفي مخيمات أخرى، وفي أصغر مخيمات الجنوب اللبناني، بشكل سري وعندنا مجموعات داخل فلسطين، وفي دول الطوق جميعها، ولنا اتصال بهم. هدفنا الوصول إلى بيت المقدس من كل الدول وليس من لبنان وحده».
واستكمالا لدوره في (إعلاء راية التوحيد) فقد أعلن تكفير جميع الأنظمة العربية دون استثناء، وتكفير الشيعة على وجه الخصوص والدعوة لمحاربتهم باعتبارهم "روافض".
كما أن المواقع التي احتلها العبسي قد تحولت إلى قاعدة تجمع للعناصر التكفيرية المؤمنة بأفكار تنظيم القاعدة والراغبة في مقاتلة النظم الكافرة والشيعة الروافض خاصة من الجنسيات السعودية والعراقية والمصرية واليمنية والسورية والباكستانية والليبية ويبدو أن بعض هذه العناصر قد عادت إلى بلدانها الأصلية بعد أن تلقت تدريبها وهو ما كشف عنه الرجل عندما قال أن لديه مجموعات داخل فلسطين وفي دول الطوق جميعها وهو على اتصال بهم!!.
أما عن سر التواطؤ بين أبو خالد العملة (اليساري العلماني) والعبسي (القاعدي) فيكشفه أبو موسى مسئول فتح الانتفاضة فيقول: فتشنا لنجد المال هو أساس العلة... وبالتدقيق المالي وجدنا لأبي خالد 12 عقارا في حي المزة الراقي في دمشق وعقارات لا يقل ثمنها عن 100 مليون ليرة سورية في منطقة جديدة عرطوز القريبة من دمشق" ويقال أيضا أن العملة كان يقوم بنقل الأموال من آل الحريري إلى العبسي.
راية لا إله إلا الله أم راية العملة الخضراء (الدولار)؟؟؟
السؤال الذي يتعين طرحه والإجابة عليه: من أين جاء العبسي والعملة بالأموال اللازمة لدفع وتلقي الرشاوى وما هو سر التحالف بين اليساري القومي والوهابي القاعدي وما هو سر اتهام مساعدي السيد حسن نصر الله لجهاز المخابرات الأردني تحديدا وليس الموساد مثلا بأنهم من يقفون وراء محاولة اغتياله؟!.
الإجابة على هذا السؤال أصبحت متداولة الآن وقبل أن تحدث هذه الأحداث وتقول إن شاكر العبسي هو فلسطيني ـ أردني عمل لحساب المخابرات الأردنية وقد جاء إلى لبنان بعد انتهاء الحرب العدوانية (تموز- آب /يوليو – أغسطس 2006) على متن طائرة مساعدات أردنية. عفوا، طائرة استخبارات أردنية، وتحت إشراف وحماية إسرائيلية. وكلف بمهمات داخل سورية ولبنان والأهم من ذلك كله أن المخابرات الأردنية لم تعتقل شاكر العبسي حين كان في الأردن أو بين الأردن والعراق في الوقت الذي اعتقلته المخابرات السورية وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات نفذها بالكامل ولآخر ساعة منها.وهذا لدحض ادعاء سعد الحريري (صاحب المال والتبعية وحتى السكسوكة السعودية ) وجعجع ووليد جنبلاط ، وكذلك احمد فتفت صاحب الفضيحة المشهورة وقت العدوان الأخير في مرجعيون وحين استولى الصهاينة على ثكنة مرجعيون العسكرية اتصل بهم فتفت وطلب من الضباط والصف أن يقدموا لهم الشاي والقهوة ، وهو مادعى الشباب في التظاهرات الأخيرة أن يرفعوا شعارا ضده " احمد فتفت رد علاى واحد قهوة واتنين شاي" ، فقد ذهب جميعهم إلى القول بان سوريا هم من أرسلت ودعمت شاكر العبسى ، رغم تناقض الحقائق لهذه الأقوال ، فضلا عن أن هؤلاء جميعا كانوا هم من اتو بالعبسى ورجاله .
هذا هو شاكر العبسي عميل المخابرات الأردنية حامل راية لا إله إلا الله وإحدى بركات نكبة بندر بن سلطان والذي أعلن نشر قواته في كل بلاد الطوق تمهيدا لما هو آت!!.
التهب الصراع بين حكومة السنيورة وتنظيم العبسي عندما حاولت هذه الحكومة إعادة التنظيم إلى القمقم الذي استنسخته فيه والعهدة على سيمور هيرش الذي قال أمس في لقاء مع ال CNN أن العنف الحاصل في لبنان الآن هو نتيجة محاولة حكومة السنيورة القضاء على جماعة فتح الإسلام التي سبق ودعمتها وذكر هيرش بالحرب في أفغانستان في الثمانينات حين كانت الإدارة الأمريكية تدعم أسامة بن لادن في مواجهة الروس وبالاتفاق أيضا بين بندر وأبرامز، حيث وعدت السعودية حينها بأنها تستطيع السيطرة على المجاهدين السنة لذا أنفقنا مالاً وأمضينا وقتاً طويلاً جداً، لكن الجهاديين السنة انقلبوا علينا، والآن لدينا النموذج نفسه كأننا لم نتعلم شيئا من الدروس السابقة، فعدنا واستعملنا السعوديين للمرة الثانية لدعم الجهاديين, والسعوديون يؤكدون أنهم يستطيعون السيطرة على مختلف هذه المجموعات مثل فتح الإسلام التي تتواجه الآن مع حكومة السنيورة.
ونقل هيرش عن مسئول استخبارات أمريكي (إننا في خضم برنامج من أجل تعزيز القدرة السنية على مقاومة النفوذ الشيعي كما أننا نوزّع المال هنا وهناك بقدر ما نستطيع. والمشكلة أن مثل هذا المال يصل دائماً إلى جيوب أكثر مما تعتقد، مضيفاً «إننا نموّل الكثير من الأشرار الذين لديهم عواقب محتملة خطيرة غير مقصودة ولا توجد لدينا القدرة على تحديد أو الحصول على إيصالات بالدفع موقعة من الأشخاص الذين نحبهم، وتجنّب الأشخاص الذين لا نحبهم... إنها مغامرة تحتمل مجازفة كبيرةوقال مسئولون أمريكيون وأوروبيون وعرب إن حكومة السنيورة وحلفاءها سمحت لبعض هذه المساعدات أن تصل إلى أيادي مجموعات سنية راديكالية صاعدة في شمال لبنان والبقاع وحول المخيمات الفلسطينية في الجنوب. هذه المجموعات، ولو صغيرة، يُنظر إليها على أنها حاجز في وجه حزب الله وفي الوقت ذاته فإن علاقاتها الإيديولوجية مرتبطة بالقاعدة).
في هذه الأجواء ظهر تنظيم فتح الإسلام كتنظيم خطر يملك إمكانات مالية وتسليحية ودينامية حركة وقدرة على التغلغل في أحياء طرابلس و "اجتذاب" عناصر متطرفة من جنسيات مختلفة فلسطينية ولبنانية وسورية وعربية. مما يعني أن هذا التنظيم بات واجهة وعنوانا لحالة أمنية إرهابية باتت موجودة فعلا وميدانياً وقادرة على تهديد الأمن والاستقرار.
ومن لا يدرك ما نقول فليراجع السجل الحافل للولايات المتحدة الأمريكية الطويل في كل بقاع الدنيا من أزمة الديمقراطية في اليونان مع بابا ندريو 1967وكتاب الدولة الشريرة لوليم بلوم. وكذلك دور الصندوق القومي للهبات من أجل الديمقراطية والذي يقوم بدور استخباراتي من اجل اختراق الدول وصنع الجماعات الموالية للولايات المتحدة الأمريكية التي يسند لها أدوارا تخريبية كـ(العصابات الصهيونية – الأخوان المسلمين - مقاتلى الكونترا – تنظيم القاعدة – جند الشام – وأخيرا فتح الإسلام ).
إذا والخلاصة لبنان على أبواب استحقاقين هامين ومتضادين.إما الفرار بلا عودة من ربقة المشروع الامريكى الصهيوني نهائيا والى الأبد بفضل المقاومة الإسلامية والقومية والوجود العظيم لحزب الله وهذا ما يؤزم المشروع الامريكى ويعجل بسقوطه تمهيدا لسقوط الكيان الصهيوني، ولما أدركت الولايات المتحدة كل هذا تحركت من خلال حلفائها في الداخل اللبناني والخارج القطري لتدخل لبنان في أزمة تلو الأزمة، من مقتل الحريري إلى 1559، ثم حوادث القتل والاغتيالات للشخصيات المختلفة التوجه والانتماء، ثم عدوان تموز 2006، ثم القرار 1701 ثم شق لبنان إلى موالاة ومعارضة، ودعم الموالاة حتى تكون دولة مستبدة وسافرة وقبيحة في مواجهة الشعب اللبناني كله، وأخيرا ضرب الفلسطينيين عن طريق تلك العصابة التي تم استقدامها من الأردن ، والاستعانة بالسلاح الامريكى لجعل لبنان إمام العالم كله بلد غير امن يستحق أن يكون تحت الوصاية الأممية وتحت إمرة المحكمة الدولية وبهذا تكون نهاية الدولة اللبنانية وبداية المشروع الصهيوني المفضي إلى الشرق الأوسط الكبير ، من هنا ندرك الأدوار الثانوية وخطورتها للوليد بن طلال لسعد الحريري لوليد جنبلاط لجعجع وآخرين ولنقول للعربية السعودية انكشف السحر أو انقلب السحر .



* محمود جابر /كاتب وباحث مصري المشرف على المنتدى الفكري بمركز يافا للدراسات القاهرة.
"وهو صاحب كتاب "انه حزب الله" وكتابه هذا موجود على مدونته "جنون الصهيونية وقوة المقاومة



السبت، يونيو 02، 2007

شكرا لك


لقد كانت الايام الماضية بالنسبة لي من أقسى الأيام وأكثرها ازعاجاً، أو هكذا اردت اقناع نفسي... وباختصار فقد كنت أمر بمرحلة من الاكتئاب والحزن والملل والنفور من كل شيء
وكانت ضحكاتي وابتساماتي اغلبها مصطنعا
اضف الى ذلك، أنني كنت أتبع أسلوبا سيئا في التعاطي مع اقرابي تحديداً والدتي وأختي.
المهم أنني الآن اصبحت افضل بكثير، وإن اردت الكلام بدقة أكثر، فقد أصبحت في أفضل حالاتي
وقد حصل هذا الانقلاب المفاجئ في الحال يوم البارحة بالتحديد، يوم الجمعة. فقد كان في بدايته كباقي أيامي الأخيرة، بدأته بالكآبة وليس بالامل، وحاولت تقطيع وقتي فيه بكل استسلام
ولكن عند الساعة الخامسة والنصف تقريبا، التحقت بصديقاتي حيث كن يحضرن ندوة تتحدث عن الإمام الخميني (قده) في ذكرى ارتحاله، وقد عرض فيلم يروي آخر أيامه حتى وفاته.
المهم أن هذه الندوة أو "الفيلم" بالتحديد كان السبب الاساس الذي دفعني لهذا "الانقلاب" ورغم أنني كنت قد شاهدت الفيلم سابقاً لكن لعل الله أراد أن يكون تأثيره علي هذه المرة أكبر وأقوى
لقد رأيت الإمام وهو في آخر أيامه يصارع مرض السرطان الخبيث، وهو قد أصبح في السابعة والثمانين من عمره، فبعد أن اطمان على حال الدولة الاسلامية التي أقامها بثورته المباركة، وبعد ان اطمأن أن هذا الشعب العظيم قد اختار الحق وطرد الباطل بنفسه وبقوته الخاصة، وبعد ان اطمأن أن كل الأمور باتت مستقرة... سمح لمرضه الخبيث أن يعاود فتكه بجسده رغم سكونه لعشر سنوات تقريبا
كان مشهد الإمام في المستشفى غريباً، هذا الرجل الكبير الذي بانت عليه بشدة آثار الكبر وتأثيرات الدهر، يجلس في سريره بكل هدوء، تارة يقرأ القرآن وتارة يقرأ الدعاء. وطوراً يستقبل زواره واقرباءه، ولم ينس أبداً تسيير أمور الدولة حتى أثناء قبوعه في المستشفى.... ولكن أكثر ما أثر في هو مشهد الإمام وهو يصلي. فقد أصر أن يصلي وقوفاً حتى آخر ساعات حياته رغم منع الأطباء والأحباء له لكنه أصر وأقام الصلاة وقوفاً وكان وجهه النوراني يشع وخشوعه رائع
وحتى حين تغلب عليه المرض بشدة..... حتى في آخر ساعاته، فعليا في آخر ساعاته، اي قبل أن تفارق روحه الدنيا بساعات قليلة، كان يؤدي صلاتي المغرب والعشاء بتحريك أصابعه ورموشه لعدم استطاعته تأديتها وقوفاً.
فكرت حينها ملياً بنفسي... فأنا حين أكون متضايقة قليلاً، أو حتى أشعر بشيء من الملل أصبح غير مقبلة على الصلاة بكل اشتياق لها، وأقوم بتأديتها في أغلب الأوقات بطريقة "اوتوماتيكية"، أما هو فقد كان يصر على تأديتها واعطاءها حقها الكامل حتى حين كان مرضه يفتك فيه
فكرت كثيرا بهذه النقطة وغيرها، وصرت أشعر بالخجل من نفسي في كل دقيقة، وأقول لنفسي: أنت تدعين أنك تملكين مشاكلا ترهقك وتتعبك، فماذا يقول هذا الرجل اذا؟ هذا الرجل الذي نفي أكثر من مرة حتى وصل الى فرنسا في آخر منفى له، ثم عاد مصرا أن يساهم في ايقاظ شعبه من نومه الطويل، وأن يقاوم حكم الشاه الأمريكي. وهذا الرجل الذي حمل هم امة بكاملها واستطاع أن ينتصر ويحقق حلم الدولة الاسلامية وأن يضع بلاده على طريق التطور والاعتماد على النفس وعلى مقدرات البلد والاستقلال
لا أريد ان أغير الحيث الى السياسة، فهي أحد أسباب الغم التي قد يطرأ علي
ما أود أن أقوله هو أن هذا الرجل عظيم لدرجة أنه اقام تغييراً في حياته، ولا يزال قادرا أن يغير ويحسن حتى بعد وفاته في قلوب محبيه والمتطلعين الى التعلم منه

عند هروب الشاه من إيران

عند عودة الإمام من منفاه في فرنساالإمام يخطب في الناس المستقبلة في "بهشت زهراء" اي جنة الزهراء عند عودته من المنفى




حشود المشاركين في تشييع جنازة الإمام (11مليون انسان)






شكرا لك أيها الإمام لما قدمته لي من مساعدة