السبت، يونيو 14، 2008

...::حيدر وسمية(3)::...

…كانت سمية على علم بطبيعة عمل زوجها، فهو لم يكن موظفاً يذهب صباحاً ثم يعود بعد الظهر، ولم يكن صاحب مهنة حرة يتحكم في ظروفها ووقتها... كان حيدر مجاهداً، كان يغيب عن البيت أحياناً لأيام وأحياناً لأشهر، وكان يضطر أحيانا الى الذهاب فجأة الى العمل بعد أن كان قد عاد لتوه إلى البيت. ولكن سمية كانت صابرة، كانت تشعر بأنها بتحملها نمط الحياة هذا أنها تشارك المجاهدين جهادهم، وكانت تُشعر زوجها بأنها قوية حتى لا يقلق عليها كلما أراد الغياب عن المنزل لفترة. وكان كلما غاب في عمل أو مرابطة، كانت قبل ذهابه تودعه وتشيعه حتى الباب وهي تدعو له بكل الدعوات التي قد تخطر على بالها وتوصيه بأن ينتبه على نفسه وأن يعود إليها سالماً، وكانت تنتظره بفارغ الصبر وتعد الأيام والساعات حتى يعود. وحين يعود كانت سمية تستقبله أجمل استقبال، وكان حيدر يحس بأنه عاد إلى حضن الأمان والسعادة.
وأخيراً جاء اليوم الذي يحلم به أي زوجين، فقد عرفت سميه أنها حامل، ولم تسعها الفرحة حينها، وفكرت بطريقة مميزة لتزف الخبر إلى زوجها الحبيب. وفي المساء، حين عودة حيدر من العمل، حضرت له سمية العشاء وجلست معه على المائدة. لاحظ حيدر على وجهها شيئاً غريباً وكأنها تخفي أمراً عليه. فهو كان يفهمها جيداً بقدر ما كانت هي تفهمه، لم يكن بحاجة إلى وقت أو جهد حتى يعرف ما في خاطرها، كانا كقلب واحد. نظر إليها نظرة فيها القليل من العجب والكثير من التساؤل وسألها: " أعرف أنك تريدين قول شي ما، هيا قوليه، انا أسمعك!". تفاجأت سمية لكنها ضحكت ثم سكتت قليلاً وهي لا تقدر أن تخفي السعادة التي تضفي بريقاً إلى عينيها الجميلتين، نظرت إلى عينيه بعمق وقالت له: " مبروك... سوف تصبح أباً ان شاء الله".
هنا لم تعد الكلمات تنفع لتعبر عما أصاب حيدر. فعند سماعه الخبر، وقف حيدر وحمل سمية بكل سعادة وراح يلف فيها أرجاء المنزل، وهو يحمد الله ويشكره على النعمة التي أنعم بها عليه. لم يكن هناك حد للسعادة التي أصبح الزوجان يعيشانها، ويوم بعد يوم كانا يذوبان في حب بعضهما أكثر فأكثر ويشعران بالامتنان لأن الله وفق بينهما وجعلهما سكناً لبعضهما البعض.
يتبع...

هناك 8 تعليقات:

یوسف يقول...

السلام علیکم
با زحمت متن را خواندم! توصیف لحظه های داستان بسیار خوب بود
so that,i could image the situation of persons
Good luck

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. يقول...

ولكن سمية كانت صابرة، كانت تشعر بأنها بتحملها نمط الحياة هذا أنها تشارك المجاهدين جهادهم،
------------------------
صديقتى...بحق مش عارف سطورك بتشدنى من قوى وسلس وجميل وفية مشاعر كتيير اوى

وبيدخلنى لعالم المقاومة الى انا بعيد عنة...

بحق رائعة يا اخيتى ...ربنا يكرمك يارب

Ahmad Hegab يقول...

تناول ألاحداث أعجبنى كثيرا و أفضل من الحلقة الثانية بكثير ,
تحياتى و شكرا على السؤال الكريم

شهيدة يقول...

برادر يوسف

خوش آمدید... خیلی خوشحالم چون شما سعی کردید قصه ام را بخوانید... ممنون از نظر شما هستم

خدا حافظ

شهيدة يقول...

الغزالي

اهلا فيك

على طول تعليقك يخجلني وبيخليني اسعى للتقدم أكثر

رأيك مهم جدا
وانا سعيدة ان القصة تعجبك

تحياتي

شهيدة يقول...

احمد

دايما حضورك بيسعدني

واعجبني رأيك ان الحلقة دي احلى من اللي قبل

انت بتشجعني كدة :)

يارب في الآخر القصة تعجبك

تحياتي

Unknown يقول...

تحيتي ويسرني أن أدعةك لزيارة مدونتي المتواضعة ولو أن هذه الزيارة الاولى لمدونتك ولكن لن تكون الأخيرة بيننا زيارات كثيرة..
أنتظر زيارتك والمرور بصفحة التعليقات
مدونتي هنا
http://kanyatklam.blogspot.com/

خواطر رئيس شاب يقول...

اجمل احساس ممكن الواحد يحس بيه هو الاحساس المصاحب للفترة دى


تحياتى