ربما انزعج مني البعض يوم كتبت موضوع "صدام البطل القاتل" في مدونتي
http://shehidah.blogspot.com/2006/11/blog-post_06.html
http://shehidah.blogspot.com/2006/11/blog-post_06.html
أو ربما لم يفهموا قصدي جيدا، لكن اليوم بعد اعدام صدام حسين أحب أن أوضح موقفي من الموضوع
أنا أولاً ضد الاحتلال الأمريكي للعراق، او أي بلد عربي آخر...ضده حتى ينقطع النفس وأنا أيضا أرفض أن تدار المحكمة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل صريح أوخفي.
ومن جهة أخرى أن ضد أي شخص أو جهة تتعامل مع الاحتلال في العراق مهما كان مذهب هذه الجهة أو توجهها، ولو كان لي حق الافتاء لأفتيت بقتل هؤلاء العملاء. وأنا مع المقاومة العراقية للاحتلال مهما كان مذهبها وتوجهها
ولكن
الموضوع كما أراه أنا، وأنا ربما بحسب رأي البعض لا أبرع في التحليل السياسي، الموضوع هو أنه علينا أن نعلم أن مصير صدام هذا بالإعدام هو مصير معروف ومتوقع لمن يمشي تحت أوامر الولايات المتحدة الأمريكية، وإعدامه بهذا الوقت بالذات خدمة لأمريكا ومشروع الفتنة والحرب الأهلية في العراق ومن يظن أنه بتعاطفه مع هذا "الزعيم العربي والقائد المناضل" أنه بهذا يقف ضد المشروع الأمريكي فهو أكبر مخطئ في التاريخ
برأيي اعدام صدام في هذا الوقت هو سبب وجيه للحرب الأهلية، فأمريكا تعتمد على موقف بعض العراقيين "السنّة" من الاعدام، مع الإشارة إلى أن السنّة أيضاً تعرضوا لأبشع المجازر الصدّامية، ومعارضتهم للإعدام ومظاهراتهم ضد الاعدام هي أكبر خدمة لأمريكا اليوم لأن هذه المظاهرات ستلهب مشاعر "الشيعة" في العراق وستدفعهم للإنتقام من شركائهم في الوطن، وأن "لشيعة" حينها، بحسب المشروع الأمريكي، سينظرون إلى صدام "كسنّي" وليس كظالم وديكتاتور وهو لا ينتمي إلى أي دين في الحقيقة، وسيسعون عندها للإنتقام من "اتباعه" أو "أبناء مذهبه"، و"السنّة" من جهة أخرى سينتقمون من "الشيعة" لأنهم برأيهم عملاء لأمريكا قتلوا صدّام ويريدون السيطرة على البلد هذا ما أراه في إعدام صدام حسين، أو ربما ما أعتقد أن أمريكا تسعى وراءه
وأرى أمامي مشهد الزعماء العرب كلهم يقفون موقفه ويحصل بهم ما حصل بصدام
هل تعرفون لماذا؟
لأن الزعماء العرب لا يختلفون عن صدام حسين
أنتم تعلمون أن الشعوب العربية كلها تعاني من الإضطهاد والظلم ربما بأشكال مختلفة وأنه بكل بلد عربي هناك صدام حسين يحكم البلد بالحديد والنار والأنكل من ذلك أنه ينفذ بهذا تعليمات وأوامر الإرادة الأمريكية
فما الفرق بينهم وبين صدام إذاً؟
لا شيء
وأنا أفهم دعم هؤلاء الزعماء لزميلهم الديكتاتور، لكني لم ولن أفهم دعم الشعوب العربية، وخاصة العراقية التي نالت ما نالت من ظلم وقتل وإبادة جماعيةمن صدام حسين، لم أفهم دعمهم لصدام ورفضهم للحكم عليه، هل أصبح التعصب المذهبي ينسي الناس المجرم الحقيقي ويجعلهم يقفون في صف الظالم ضد المظلوم؟
أتمنى أن يتذكر هؤلاء الداعمين لصدام كم عذبهم صدام وكم قتل منهم بوحشية وكيف كان عبداً وخادماً لأمريكا وكيف نفذ ما تريده أمريكا على حساب شعبه. وفي نفس الوقت أن يقف كل الشعب العراقي اليوم ضد الاحتلال وأن يتناسوا اختلافاتهم السخيفة ويشكروا الله على تخليصهم من هذا المجرم على يد أعداءهم وهم الأمريكان
المشهد كما أراه أنا بوضوح، هو انتقام إلهي لكل الشهداء الأبرياء الذين قتلوا على يد هذا الجزار، حتى ولو كان هذا الإنتقام على يد أمريكا فهو شرح واضح وربما عبرة للزعماء الآخرين بأن أمريكا "ما في إلها صاحب" وهي لا تدعمكم أيها الزعماء محبة بكم بل وهي تستعملكم كأدوات وأوراق بحسب الزمان والمكان وعندما تنتهي منكم ترميكم بأبشع الوسائل "تطبيقاً للديمقراطية الأمريكية"، ورسالة جلية لكل عملاء أمريكا أن مصيركم مشابه لمصيرصدام حسين أن بقيتم تحت اللواء الأمريكي
لكن ان كنتم تريدون رأيي، لا زلت غير مقتنعة مئة في المئة أن صدام حسين حقاً أعدم، أحس أن هناك شيئاً وراء القصة
!الله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق