كانت تقف هناك بين الحشود تحمل يافطتها التي أضحت مشهورة (مدينة نيويورك تحب حزب الله) بقامتها القصيرة وشعرها الرمادي وثيابها البسيطة وهيئتها الأجنبية الواضحة. وطبعا كعادتي لم أمنع حشريتي من العمل، فمسكت يد صديقتي وتوجهنا اليها. بادرنا بالتحية وكانت لطيفة جدا فرحت بلقاءنا والتحدث معنا وراحت تشكو لنا سياسة الادارة الأمريكية والقمع المنتشر هناك وأن كل الحديث عن الديمقراطية ما هو الا كلام في كلام، لا يعدو عن اعلانات لدولة أصبحت اليوم صاحبة عداوات مع العالم باسره. وراحت تعبر لنا عن فرحتها بوجودها في ساحة رياض الصلح تشارك الناس في نضالهم واعتصامهم وأن هذه الاعتصامات تساعد نضالهم (الطبقة المقموعة) في الولايات المتحدة ضد الحكومة الامريكية. وراحت تروي لنا حوادث القمع والقتل والاعتقال المنظمة في الولايات المتحدة الأمريكية "بلد الحريات" وحدثتنا عن شخصين نالا حكما بالسجن مدة 110 سنين بسبب بيعهم لقناة المنار على الكابل في نيويروك. وحدثتنا عن قصة اعتقالها من قبل الأف بي آي ومعاناتها في السجن وملاحقتهم لها. يعني باختصار دار بيننا حديث طويل عن الأحوال في الولايات المتحدة وكيف أنها تتمنى لو أنهم يستطيعون ازاحة كل الطقم الحاكم عن الكراسي لكنهم، أي الشعب، بحسب تعبيرها لا يملكون شيئا ليقوموا به سوى الاعتصام.
وطبعا كعادتي لبيت طلب صديقها المناضل أيضا فتكلمت امام الكاميرا أنا وصديقاتي عن وجودنا في الاعتصام وما نود القيام به. وتجمع حولنا الكثير من الاشخاص الذين أرادوا سؤالها عن وجودها هنا وكانت مهمتي مترجمة لهم فسألها احدهم سؤالا مهما لم أفكر فيه، وهو لماذا أحببت حزب الله؟
كان الجواب جميلا جدا، وقد تذكرَت فيه حادثة اعصار كاترينا وكيف أن الحكومة الامريكية تجاهلت الموضوع لأن المنطقة فقيرة وتعج بالأمريكان السود،وكادت تبكي حين ذكرها للموضوع، وتحدثت عن أن تخصيص أكبر حصة من الموازنة "للحرب على الارهاب" تسببت بموت كل هؤلاء الفقراء في الاعصار وتتسبب سنويا بموت المئات من الناس الذين لا يملكون النقود لدفع فواتير الكهرباء فيموتون من الحر أو البرد. قالت حينها أنها بعد الحرب شاهدت كيف أن حزب الله يعوض على الناس ويدفع لهم بدل الإيواء ويساعد في اعادة الاعمار، فتفاجأت هي وأصدقاؤها المناضلون، "حزب صغير يقوم بكل هذا، وحكومة الولايات المتحدة لم تفعل شيئا حتى بعد مرور سنتين على الاعصار؟؟؟!" وأما السبب الثاني فكان نضال حزب الله ضد أمريكا وإسرائيل ومحاربته لهما وهذا ما تحاول القيام به هي ايضا من خلال مشاركتها لجمعية تطالب بعودة الفلسطينيين إلى كل أرضهم وليس فقط إلى غزة... وقالت أيضا أنها حين زارت الضاحية الجنوبية بعد الحرب ومشت بين الدمار، صارت تتمنى لو أن كل بيت مدمر هو البيت الابيض أو مركز السي آي آي أو مركز الأف بي آي أو البنتاغون.
باختصار كان اللقاء معها جميلا، فحين ترى أشخاصا كهؤلاء تحس بأن قضيتك محقة، وأن ما تعمل من اجله وتهتف من أجله في الساحات هو طلب حقيقي وليس مجرد محاولة انقلاب.
وفي نهاية اللقاء تشاركنا الأمنيات بان يتم التخلص من الادراة الأمريكية وكل حلفاءها بالعالم حتى يعم السلام في الأرض وتعود الحقوق لأصحابها
أتمنى أن تكون "ماري لو" بخير الآن وأن لا يكون الأف بي آي قد القى القبض عليها كما كانت متخوفة. وأقول لكل من هم مع "ماري لو" نحن معكم سنظل نحارب الادارة الأمريكية حتى نتخلص من جورها وظلمها ان شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق