من الأسئلة التي توجّه إلى الشيعة هي "لم تحيون عاشوراء في كل سنة بالحزن والبكاء والحسين عليه السلام استشهد من 1400 سنة تقريباً؟" لعل الجواب على هذه الأسئلة ظهر جلياً للأمة الإسلامية خلال الحرب على لبنان. ومع حرصي على عدم ربط وتقييد المقاومة في لبنان بالمقاومة الاسلامية في حزب الله والذي هو حزب مسلم شيعي، فإن الحديث عن هذا الموضوع مهم جداً. إن العقيدة التي يمتلكها المنتمون لحزب الله من شعب أو قيادات وبشكل خاص مجاهدين يعملون على الأرض ويرابطون في الثغور هي عقيدة مهمة جداً مرتبطة جداً بعاشوراء الإمام الحسين عليه السلام وملحمة كربلاء. فكل هؤلاء المجاهدين ينظرون إلى ما حصل في كربلاء على أنه درس يتعلمونه ويعلمونه الى أولادهم ومجتمعهم ويحاولون تطبيقه في كل جانب من حياتهم. وإن التضحية التي قام بها إمامهم في كربلاء جعلتهم يثقون بأن الموت لا يهم في سبيل اعلاء كلمة الحق وأن الدم ينتصر على السيف وكان ترجمة واضحة للآية الكريمة التي تقول أن الفئة القليلة يمكن لها أن تغلب الفئة الكثيرة بإذنه تعالى.
فلو نظرنا إلى حادثة كربلاء بعمق وإختصار في الوقت نفسه نرى أنها كانت للإسلام كله فثورة الإمام الحسين كانت قائمة ضد شخص وحكومة فاسدة أرادت تدمير صورة الاسلام المحمدي الأصيل وتحويله الى مملكة للباطل... وعندما طلب منه يزيد مبايعته وهدده بقتله ولو كان معلقاً على أستار الكعبة رد الإمام الحسين وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أصدق رجال زمانه: "إن يزيد هذا رجل فاسق فاجر شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع نفسه.." وقد صدق الإمام فكيف لسبط الرسول وإبن علي والبتول وهو الذي يسري في عروقه دم النبوة الطاهر أن يبايع رجلاً قاتلاً للنفس المحترمة يملأ قصرة جوارٍ وقرود وطبول وزمامير؟ ولا يقيم من حدود الإسلام شيئاً؟ كيف له أن يرى الإسلام يختفي أمام عينيه؟ تصوروا لو ان الإمام بايع يزيد لكان الإسلام الذي وصل الينا غير الذي أراده الله تعالى ورسوله الكريم. أراد الإمام بثورته التي علم ان هناك من سيخونه فيها وأنه سيموت وحيداً بعد ان يستشهد أصحابه القلائل ورجال أهل بيته الأطهار، علم أنه سيكون وحيداً أمام جيش يزيد الضخم لكنه كان يجب أن يقوم بثورته حتى يوضح للعالم والأجيال القادمة ان حكومة يزيد ولو أخذت الشرعية الزائفة فإن الرسول صلى الله عليه وآله ممثلاً بسبطه الإمام الحسين عليه السلام غير راضٍ عنها.
هكذا كانت نعمة عاشوراء علينا وعلى الإسلام في كل مذاهبه وأطيافه، وخاصة على المجاهدين اليوم في المقاومة فهم تيقنوا أن العدد والعتاد لا يهم إن كان المرء مؤمناً بربه وأن الطريق الذي يسير فيه يرضى الله تعالى ويرضي رسوله(ص) وآل بيته الأطهار وأنه ولو مات ودمر بيته وحرقت أرضه فإنه يحيي بموته هذا الأمة ويوقظها وينبهها بأن الأمر كبير جداً جداً وأن الخطر المحدق قد أصبح قاب قوسين أو أدنى. وإن الحزن على الحسين وأصحابه في كل سنة ما هو إلا جزء ضئيل جداً جداً من مدرسة عاشوراء الحسين المتكاملة التي أغنت العالم بتجربتها العظيمة.
فحمداً لله تعالى على نعمته العظمى والكبرى نعمة عاشوراء ونعمة البكاء على الحسين فكل دمعة كان يذرفها شهيد من شهداء المقاومة الإسلامية على إمامه في عاشوراء كانت تزيد عقيدته وإيمانه قوة وصلابة بأن الموت في سبيل الله حياة للروح والأمة والإسلام، وفداء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام.والحمدلله رب العالمين.
فلو نظرنا إلى حادثة كربلاء بعمق وإختصار في الوقت نفسه نرى أنها كانت للإسلام كله فثورة الإمام الحسين كانت قائمة ضد شخص وحكومة فاسدة أرادت تدمير صورة الاسلام المحمدي الأصيل وتحويله الى مملكة للباطل... وعندما طلب منه يزيد مبايعته وهدده بقتله ولو كان معلقاً على أستار الكعبة رد الإمام الحسين وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وهو أصدق رجال زمانه: "إن يزيد هذا رجل فاسق فاجر شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع نفسه.." وقد صدق الإمام فكيف لسبط الرسول وإبن علي والبتول وهو الذي يسري في عروقه دم النبوة الطاهر أن يبايع رجلاً قاتلاً للنفس المحترمة يملأ قصرة جوارٍ وقرود وطبول وزمامير؟ ولا يقيم من حدود الإسلام شيئاً؟ كيف له أن يرى الإسلام يختفي أمام عينيه؟ تصوروا لو ان الإمام بايع يزيد لكان الإسلام الذي وصل الينا غير الذي أراده الله تعالى ورسوله الكريم. أراد الإمام بثورته التي علم ان هناك من سيخونه فيها وأنه سيموت وحيداً بعد ان يستشهد أصحابه القلائل ورجال أهل بيته الأطهار، علم أنه سيكون وحيداً أمام جيش يزيد الضخم لكنه كان يجب أن يقوم بثورته حتى يوضح للعالم والأجيال القادمة ان حكومة يزيد ولو أخذت الشرعية الزائفة فإن الرسول صلى الله عليه وآله ممثلاً بسبطه الإمام الحسين عليه السلام غير راضٍ عنها.
هكذا كانت نعمة عاشوراء علينا وعلى الإسلام في كل مذاهبه وأطيافه، وخاصة على المجاهدين اليوم في المقاومة فهم تيقنوا أن العدد والعتاد لا يهم إن كان المرء مؤمناً بربه وأن الطريق الذي يسير فيه يرضى الله تعالى ويرضي رسوله(ص) وآل بيته الأطهار وأنه ولو مات ودمر بيته وحرقت أرضه فإنه يحيي بموته هذا الأمة ويوقظها وينبهها بأن الأمر كبير جداً جداً وأن الخطر المحدق قد أصبح قاب قوسين أو أدنى. وإن الحزن على الحسين وأصحابه في كل سنة ما هو إلا جزء ضئيل جداً جداً من مدرسة عاشوراء الحسين المتكاملة التي أغنت العالم بتجربتها العظيمة.
فحمداً لله تعالى على نعمته العظمى والكبرى نعمة عاشوراء ونعمة البكاء على الحسين فكل دمعة كان يذرفها شهيد من شهداء المقاومة الإسلامية على إمامه في عاشوراء كانت تزيد عقيدته وإيمانه قوة وصلابة بأن الموت في سبيل الله حياة للروح والأمة والإسلام، وفداء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام.والحمدلله رب العالمين.
هناك 8 تعليقات:
العزيزه شهيده
اولا .. انشاء الله ربنا يوفقك في امتحان البيولوجي .. و انا مستعد ادرسلك بيولوجي في مقابل كيلو زعتر في الدرس الواحد :) ايه رأيك
بالنسبه للبوست اللي كاتباه .. ليه استفسار صغير
ما افهمه ان هذا الاحتفال هو تخليد لذكرى استشهاد الحسين رضى الله عنه .. لذا فأنا لا أرى اي مانع في احتفال مماثل ما دام يذكر بالشهيد و يشحذ الهمم
لكن لي استفسار مهم
لماذا يضرب بعض الشيعه ( و خصوصا العراقيون ) انفسهمم بالسلاسل و السكاكين و كذلك اطفالهم .. كنوع من تأنيب الضمير على ما حل بالحسين
اولا .. لا يكلف الله نفسا الا وسعها .. لذا ليس على الشيعي الآن ان يؤذي نفسه محاسبه على ما حل بالحسين رضى الله عنه
لذا .. هل لديك مبرر شرعي شيعي لما يحدث من ايذاء للنفس ؟؟ و هل هذا الدور هو فعلا من مظاهر الاحتفال بعاشوراء ؟؟ ام انه تقليد دخيل
شكرا على اجابتك مطولا و آسف على الاطاله يا زهره لبنان
أهلين شهيدة،
أولا: مأجورين إنشاءالله، وبصراحة كان عاشوراء حافل هذا العام، ويضج بالطروحات الحسينية الرائعة، صدقيني لو يتعمق أي شخص منصف في مباديء الامام الشهيد ورؤيته وحركته وثورته وما ارتبط بها، لأحبه من الأعماق واتخذه سراجا هاديا لدنياه وآخرته.
خبريني عن الجامعة ، كيف هو الوضع..
وأتمنى أن تزوري المدونة، فهناك تطورات ربما احببت الاطلاع عليها..
تحياتي الدائمة
مارون
أهلا بك أخي د. طنطاوي
على فكرة عندي صديقة بتدرس طب قالتلي هي بتتعب كل التعب ده عشان يتحط أدام اسمها حرف (د.) ده :)
بالنسبة للبيولوجي والزعتر انا موافقة على الصفقة. بس اشمعنى الزعتر؟
وشكرا جزيلا على سؤالك عن موضوع عاشوراء
طبعا في مسألة احياء عاشوراء فهي واجب بالنسبة لنا وهي تحيي القلوب في كل سنة وتشح الهمم كما ذكرت أما بالنسبة لموضوع الضرب بالسلاسل أو السيوف وهو كما ذكرت منتشر في العراق وهو في الحقيقة يمكن اعتباره دخيلا أو مستحدثا فهو بدأ في بلاد الهند وباكستان وانتشر وهو لا يزال منتشرا في تلك البلاد. فلدى معظم العلماء الفقهاء الشيعة هذا الأمر محرم شرعا فلا يجوز ايذاء النفس بأعمال مماثلة أما بالنسبة لموضوع تأنيب النفس فأنا لا اعتقد أنهم يهدفون لهذا من خلال عملهم هذا فانها لا تزر وازرة وزر أخرى كما قلت لكن أعتقد أنهم يحاولون أن يشعروا بما شعر أبو عبد الله الحسين عليه السلام من ضرب بالسيوف ودوس الأحصنة على صدره الشريف. ولكن طبعا أنا أعتقد أن الامام الحسين لم يستشهد ويبل نفسه الشريفة ولم تسبى السيدة زينب عليها السلام من كربلاء الى الشام حتى تعلم الناس أو تطلب منهم أن يضربوا انفسهم بالسيوف.
بل ان رسالة الحسين عليه السلام في عاشوراء كانت أن ينتصر المظلوم على الظالم ولو بعد حين وأن ترفض الشعوب المستضعفة اي استكبار وظلم عليها وأن تثور حتى تحدث تغييرا في واقعها وهذا هدف الحسين الشهيد عليه السلام وهو لم يستشهد كي نحزن عليه حزنا لا فائدة منه ولكن أن نعمل ونقتدي به فهو عليه السلام بغنى عن تعاطفنا وحزننا فهو في أرفع الدرجات. لكنه بل نفسه من أجل أن نتعلم ونهتدي بهديه
المهم أن بعض مراجع الشيعة يجدون في هذه الأشياء (ضرب النفس بالسلاسل والسيوف) طريقة لتعميق الحزن وترسيخ عاشوراء في القلوب. بينما يجد معظم المراجع الشيعة الآخرين بأن هذا ليس جائزا وأنه يشوه صورة التشيع الحقيقية وصورة الإسلام بشكل عام
وكان هذا الأمر منتشر بشدة في لبنان وفي الجنوب خاصةن لكن الوعي المتزايد محى هذه الظاهرة نهائيا تقريبا واستعاض عنها الناس هنا بحملات التبرع بالدم بدل هدره بلا فائدة
أرجو أن أكون قد أجبتك على سؤالك بشكل كاف
لا تتردد بطرح أي سؤال آخر في اي وقت :)
سلام مارون وشكرا على تعليقك
الحمدلله عاشوراء هذه السنة في لبنان كانت محطة رائعة ومهمة والحمدلله رب العالمين على هذه النعمة وأن سماحة السيد حسن نصرالله أطل علينا كثيرا في هذه السنة رغم الخطر عليه. لكنه قد عودنا على هذا منه. المهم أننا نستطيع أن نعتبر أننا بالحرب التي خضناها حاولنا أن نرتقي ولو درجة بسيطة من درجات تضحيات الحسين عليه السلام يوم عاشوراء وتضحيات زينب عليها السلام والامام زين العابدين عليه السلام ووجعه
الحمدلله على هذه النعمة وأننا استطعنا أن نحيي هذه المناسبة العظيمة. وأتمنى أن نتعلم منها أكثر ونستفيد منها أكثر، ليس فقط الشيعة في العالم بل كل المسلمين والأحرار المستضعفين
فالإمام الحسين عليه السلام هو امام الأحرار والمسلمين جمبعا ان شاء الله
وسأقوم بزيارة مدونتك ان شاء الله بكل سرور
موفق ان شاء الله
وبالنسبة للجامعة يا مارون
بكرا الاثنين منرجع عليها بعد توقف أسبوع تقريبا
ان شاء الله نحنا راجعين بقلب كبير ومابدنا مشاكل نحنا بدنا نعيش سوا وهيدا مش بس كلام
الله يستر بس من محبين الفتنة والقناصين اللي بدهن يرجعونا لايام الحرب الأهلية
ما تنسونا من الدعاء الدائم
شهيدة
اول حاجة طبعا ربنا يوفقك فى دراستك
تانى حاجة انا مبسوط جدا من ردودك على طنطاوى والبوست بتاعك اصلا لانى فهمت منه حاجات كتير كنت فهمها غلط عن الشيعة لان الاعلام عندنا بيصور طريقة الاحتفال بشكل تانى وان الشيعة كلهم بيعملوا كده انهم بيضربوا نفسهم بالسيوف
وجميل جدا ان الموضوع ده انتهى من لبنان وحلو اوى طريقة التبرع بالدم ديه
ربنا ان شاء الله يهدى جميع الطوائف اللبنانية ويجتمعوا على صالح لبنان
وسلامى لاخر زعيم عربى عنده كرامة
السيد / حسن نصر الله وكل ابطال حزب الله
محمد
شكرا جزيلا على تعليقك
أنا دايما بقول أن الاعلام الفاسد والخاطئ هو الذي يخرب العلاقات بين المسلمين
وعلينا نحن كشباب مثقف أن نواجه الهجمة الاعلامية بالوعي والمعرفة والاطلاع على كل شيء بموضوعية وألا نصدق كل شيء يقال عن بعضنا البعض
الله يوفقك يا رب
ويارب يحفظ لنا السيد حسن نصرالله لكل الأمة الاسلامية المقاومة ان شاء الله
إرسال تعليق