السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءت أحلى لحظة على قلبي في الحرب والتي طبعاً نذكرها جميعاً وهي لحظة ضرب البارجة، لم نتوقع الأمر كنا فقط فرحين بسلامة السيد حسن وأن الأخبار عن تصفيته كانت كاذبة، استمعنا الى حديثه بتمعن وفجأة راح يعلن أنه في اللحظة التي كان يتكلم فيها كانت الصورايخ تضرب البارجة قبالة شاطئ بيروت، لم تكن لحظة عادية لم نعلم عما كان السيد يتحدث، نظرنا بذهوا وراحت دموعنا تتساقط لوحدها وأصواتنا تعلو بالتكبير والتهليل في البيت بكينا وصرخنا، ولو كنت أعرف كيف أزغرد لزغردت. ورحت أرسل الرسئل بالتهنئة لجميع أصدقائي وأقاربي بهذا النصر العظيم. لم تكن لحظة عادية، كانت لحظة الثأر من هذا العدو الغاشم لكنها كانت أول الغيث كما قال السيد حسن. وفي تلك الليلة توقعنا ألا نام من شدة القصف، لكننا نسينا أن الصدمة التي أصيب بها العدو تلك الليلة جعلته لا يعلم ماذا يفعل فلم يقصف أبدا تلك الليلة وسمح لنا بالنوم مرتاحين. أما في اليوم التالي، بدأ القصف على الضاحية ولكن هذه المرة على المباني في المربع الأمني ونواحيه. وتلك الليلة لم ننم أبداً. كان كل صاروخ ينزل في المربع الأمنى أو الحارة أو بئر العبد كأنه ينزل فوق رؤوسنا. وفي تلك اللحظة تمنيت لو ان الصاروخ يقع علينا بدل من سماع هذا الصوت مراراً وتكراراً. لن يتصور أحد شدة صوت الصاروخ وهو ينزل الا أن سمعه بنفسه. صوت غير طبيعي. المهم أننا انتظرنا انقضاء الليلة وطلوع الفجر حتى نفذنا ما طلبه منا الكثير وهو ان نخرج من الضاحية. وهكذا فعلنا، فذهبنا الى البقاع الى منزل صديقة العائلة، وظننا ليلتها اننا سنرتاح من أصوات القصف قليلاً لكننا لم ننل ما تمنينا، فقد قصف العدة تلك الليلة أيضاً أماكن قريبة جداً من البيت. فخرجنا منه أيضاً في الصباح الباكر وذهبنا الى قرية أبعد قليلاً، ومكثنا في بيت أم صديقتنا قرابة الخمسة أيام. كان الجو هادئاً الا من أصوات التحليق المنخفض والمتوسط. وبعد اتصالات كثيرة من أقاربنا في الخارج اقتنعت أمي بأن نذهب الى سوريا كي لا ننقطع من الدواء أو الغذاء في حال طالت الحرب أكثر. وكنا يوماً بعد يوم نفخر أكثر بما تفعله المقاومة وننتظر كلمة السيد حسن بفارغ الصبر حتى يعيد الينا المعنويات والثقة ويشعرنا بالفخر وحتى نطمئن عليه طبعاً.
ذهبنا الى سوريا وقضينا بقية فترة الحرب هناك وكان الناس هناك من أفضل الناس. كانوا يحتفون بنا دائما ويفتخرون بمقاومتنا ويدعون لها وللسيد حسن. لم تكن لتجد سورياً الا وكان يدعو للسيد حسن بطول العمر والنصر. وكانوا يحملون أعلام حزب الله ويعلقونها أكثر مما يفعلون بعلم بلدهم.
وعند اعلان وقف العمليات الحربية لم نعد نطيق البقاء، وأصررنا على العودة في أسرع وقت وكنا يوم الأربعاء في لبنان من جديد.
عدت الى وطني، ويا لها من فرحة ويا له من عز. مررنا في طريق العودة بكثير من الدمار، وعلقنا في زحمات السير الكثيرة لكننا لم نهتم فنحن عدنا وانتصرنا.
هكذا كانت الحرب علينا، لكن ما عشته وعائلتي لم يكن شيئا أمام من عاش دمار بيته فوق رأسه او فقدان عزيز عليه أو أي شيء أكبر وأعظم. تمنيت لو أنني قدمت شيئاً في هذه الحرب لو أنني فقدت شيئا أعتبرته عزيزاً لكنه أمام العزة والكرامة والنصر لا يساوي شيئاً. وأنا أغبط كل شهيد أو جريح أو شخص فقد بيته أو ابنه أو أخاه أو قريبا عليه في هذه الحرب. فقد نال رحمة من ربه، وكان الله عنه راضٍ.
والحمدلله رب العالمين
جاءت أحلى لحظة على قلبي في الحرب والتي طبعاً نذكرها جميعاً وهي لحظة ضرب البارجة، لم نتوقع الأمر كنا فقط فرحين بسلامة السيد حسن وأن الأخبار عن تصفيته كانت كاذبة، استمعنا الى حديثه بتمعن وفجأة راح يعلن أنه في اللحظة التي كان يتكلم فيها كانت الصورايخ تضرب البارجة قبالة شاطئ بيروت، لم تكن لحظة عادية لم نعلم عما كان السيد يتحدث، نظرنا بذهوا وراحت دموعنا تتساقط لوحدها وأصواتنا تعلو بالتكبير والتهليل في البيت بكينا وصرخنا، ولو كنت أعرف كيف أزغرد لزغردت. ورحت أرسل الرسئل بالتهنئة لجميع أصدقائي وأقاربي بهذا النصر العظيم. لم تكن لحظة عادية، كانت لحظة الثأر من هذا العدو الغاشم لكنها كانت أول الغيث كما قال السيد حسن. وفي تلك الليلة توقعنا ألا نام من شدة القصف، لكننا نسينا أن الصدمة التي أصيب بها العدو تلك الليلة جعلته لا يعلم ماذا يفعل فلم يقصف أبدا تلك الليلة وسمح لنا بالنوم مرتاحين. أما في اليوم التالي، بدأ القصف على الضاحية ولكن هذه المرة على المباني في المربع الأمني ونواحيه. وتلك الليلة لم ننم أبداً. كان كل صاروخ ينزل في المربع الأمنى أو الحارة أو بئر العبد كأنه ينزل فوق رؤوسنا. وفي تلك اللحظة تمنيت لو ان الصاروخ يقع علينا بدل من سماع هذا الصوت مراراً وتكراراً. لن يتصور أحد شدة صوت الصاروخ وهو ينزل الا أن سمعه بنفسه. صوت غير طبيعي. المهم أننا انتظرنا انقضاء الليلة وطلوع الفجر حتى نفذنا ما طلبه منا الكثير وهو ان نخرج من الضاحية. وهكذا فعلنا، فذهبنا الى البقاع الى منزل صديقة العائلة، وظننا ليلتها اننا سنرتاح من أصوات القصف قليلاً لكننا لم ننل ما تمنينا، فقد قصف العدة تلك الليلة أيضاً أماكن قريبة جداً من البيت. فخرجنا منه أيضاً في الصباح الباكر وذهبنا الى قرية أبعد قليلاً، ومكثنا في بيت أم صديقتنا قرابة الخمسة أيام. كان الجو هادئاً الا من أصوات التحليق المنخفض والمتوسط. وبعد اتصالات كثيرة من أقاربنا في الخارج اقتنعت أمي بأن نذهب الى سوريا كي لا ننقطع من الدواء أو الغذاء في حال طالت الحرب أكثر. وكنا يوماً بعد يوم نفخر أكثر بما تفعله المقاومة وننتظر كلمة السيد حسن بفارغ الصبر حتى يعيد الينا المعنويات والثقة ويشعرنا بالفخر وحتى نطمئن عليه طبعاً.
ذهبنا الى سوريا وقضينا بقية فترة الحرب هناك وكان الناس هناك من أفضل الناس. كانوا يحتفون بنا دائما ويفتخرون بمقاومتنا ويدعون لها وللسيد حسن. لم تكن لتجد سورياً الا وكان يدعو للسيد حسن بطول العمر والنصر. وكانوا يحملون أعلام حزب الله ويعلقونها أكثر مما يفعلون بعلم بلدهم.
وعند اعلان وقف العمليات الحربية لم نعد نطيق البقاء، وأصررنا على العودة في أسرع وقت وكنا يوم الأربعاء في لبنان من جديد.
عدت الى وطني، ويا لها من فرحة ويا له من عز. مررنا في طريق العودة بكثير من الدمار، وعلقنا في زحمات السير الكثيرة لكننا لم نهتم فنحن عدنا وانتصرنا.
هكذا كانت الحرب علينا، لكن ما عشته وعائلتي لم يكن شيئا أمام من عاش دمار بيته فوق رأسه او فقدان عزيز عليه أو أي شيء أكبر وأعظم. تمنيت لو أنني قدمت شيئاً في هذه الحرب لو أنني فقدت شيئا أعتبرته عزيزاً لكنه أمام العزة والكرامة والنصر لا يساوي شيئاً. وأنا أغبط كل شهيد أو جريح أو شخص فقد بيته أو ابنه أو أخاه أو قريبا عليه في هذه الحرب. فقد نال رحمة من ربه، وكان الله عنه راضٍ.
والحمدلله رب العالمين
هناك تعليق واحد:
ماشاء الله
رائع ان نسمع حكايات الحرب من السن اللبنانيين
سأقرا الفصل الاخير
إرسال تعليق