لم أكن أنوي في هذا الشهر الفضيل ان أكتب عن أي أحداث سياسية، لكن وللأسف فإن الواقع فرض علي أن أقول بعض الأشياء التي طالما أردت الحديث عنها ولكن حالت الظروف دون ذلك
أعتقد ان كلكم أو معظمكم سمع بالإنفجار الذي حدث اليوم في منطقة سن الفيل- حرش تابت في لبنان. لم أعرف الكثيرمن التفاصيل عنه، لكنني شاهدت بعض المشاهد وعلمت أن الانفجار كان كبيرا جداً وراح ضحيته قتلى وجرحى، وقتل فيه أيضا النائب انطوان غانم والذي كان هذا الانفجار يستهدفه في الأساس. ولكني بصراحة لا أعرف من هو هذا أنطوان غانم، لكني علمت بأنه نائب عن كتلة اللقاء الديمقراطي (التي يرأسها جنبلاط بيك) ....المهم وكي لا نطيل عليكم كثيراً، فإن لدي بعض الكلام الذي يجب أن "أفش خلقي" وأقوله
أولا طبعاً، لقد حزنت جداً لما حصل اليوم، وقد تألمت لما شاهدته من مشاهد ولكل من استشهد من المدنيين الأبرياء. وطبعا فإن من قام بهذه الجريمة كان يحسب اأمور جيداً، فلا يمكن أبدا أن يمر استحقاق كبير ومهم كاستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية من دون أن يتحفنا المجرمون بانفجار "مبكل" بطريقة فنية وبمتقنة، يختفي بعدها الفاعل أياماً وشهوراً وسنين. تظل حكومتنا العتيدة تنادي بالتحقيق الدولي والمحكمة الدولية، وأن العدالة آتية لا محال... ولكن لا شيء من هذا يبان لنا في الأفق. وتخرج أبواق الحكومة بعد كل جريمة فتزمر وتصدح بالاسطوانه المعهودة.... "ان الفاعل هو النظام السوري ومخابراته في لبنان"....... ولكن آخر وأجدد وأكثر التصريحات اضحاكاً هو ما ابدعه المبدع دائما الشيخ سعد الدين الحريري فقد رمى تصريحاً كان بمثابة قنبلة نووية حين قال بكل ثقة بأن سوريا ترد على الاختراق الاسرائيلي لأجوائها باغتيال اللبنانيين....... أقول لشيخنا العزيز "القمّور" الشاب المغوار الشهم الشجاع هل تعي بأنك بهذا التصريح الجميل أنك تقول بأن فريقكم السياسي ، والذي ينتمي اليه النائب المستهدف، هو بالحقيقة ينتمي لاسرائيل ولهذا اغتالته سوريا رداً على اختراق اسرائيل لجوها؟؟؟؟ هل تعي هذا فعلاً؟ أم أنها غلطة تقنية أم أن كاتب الخطابات هذه المرة كان يرهقه الصيام فلم يعي ما كان يكتب....
المهم... ان ما أريد أن أصل اليه هو سؤال بسيط....أتوجه به إلى كل من يقول "طيب معقول؟؟!!! انو كل اللي عم تستهدفهم الانفجارات هم من فريق سياسي واحد؟ يعني هيدا بيعني انو أكيد سوريا هيي اللي عم تغتال كل هالشخصيات!!!" .... هنا أود ان أسأل كل فطحل يحلل هذا التحليل الخنفشاري
لنفترض بأن أمريكا أرادت تدمير لبنان... أو تدمير المعارضة... فان لديها لتنفيذ هذه الخطة طريقتان أو سيناريوهان... فلنتخيلهما معاً
السيناريو الأول: تقوم أمريكا واسرائيل باغتيال قيادات المعارضة بواسطة مخابراتها المنتشرة بكثرة في لبنان بالتعاون طبعا مع دول شقيقة وصديقة تود "الخير للبنان"... وبهذا تتخلص من كل قيادات المعارضة "واحد، واحد" وتخلو الساحة لأحباء أمريكا في لبنان كي يحكموا البلد كما يشاؤون... طبعا هذا الخيار جميل جدا وسهل جدا
أما السيناريو الثاني فهو: أن تقوم أمريكا بواسطة نفس الأجهزة الاستخبارية باغتيال فرق الموالاة هذه المرة، فتقوم باغتيالهم مرة تلو أخرى، ولكن بهذه الحال تكون قد ضربت عدة عصافير بحجر واحد، فتكون حينها قد أشعلت فتنة داخلية بين ما يسمى ب"حلفاء سوريا" في لبنان وبين فريق "السيادة والاستقلال" ههههه فهو فريق الموالاة، وأيضا تكون قد زادت العداوة أكثر بين لبنان وسوريا كدولتين شقيقتين وعلى حدود بعضهما البعض. وبهذا يقومك اللبنانيون بتدمير بعضهم البعض بينما تقف أمريكا وإسرائيل تتفرجان بكل سرور وسعادة لما يحصل من فتنة وتقاتل داخلي بين اللبنانيين أو بين لبنان وسوريا، وهكذا نوفر عليها عناء تدميرنا ونوفر عليها بعض الأسلحة... إلا طبعا ان كانت تريد امداد أحبائها في لبنان بالاسلحة والذخائر.. وبيني وبينكم هذا ما يحصل بالتحديد
ها انا قد عرضت لكم احتمالين لما يمكن أن تكون الخطة الأمريكية للبنان
طبعا سيسأل سائل، ذكي جدا كالعادة: " طيب معقول أمريكا تقتل ناس من فريقها بيدعموها وبيساندوها؟"
فأقول هنا للسائل الذكي جدا كالعادة: "هل أنت مقتنع حقا من كل أعماق صماصيم قلبك بأن الإدارة الأمريكية هي حقاً تحب هذا الفريق؟ (أي فريق الموالاة)"..."هل أنت أو غيرك من أعضاء الموالاة العتيدة مقتنعون حقاً بأن الادراة "الأمريكية هي صديقة لهم؟
هل عمو فؤاد "السنيورة" مفتنع بعد ان نال بعض القبل من عزيزته كوندي بأنها أصبحت "البيست فريند" وأنها ستدعمه في الحلوة والمرة؟
فإن كانت الحال هذه، فاعذروني فقد أثبتم غباء لا حدود له
يا أخواني.... اسمعووووووووووووووووا إن الادارة الأمريكية لا تتأخر عن أن تدوس على كل عملائها و"أحبائها" ومواليها حتى تصل الى مبتغاها وتحقق طموحاتها وأهدافها
نداء أخير الى كل من يقرأ هذا البوست، ان يفكرقليلا في الاحتمالين المذكورين أعلاه ويقرر حينها بنفسه أيهما أقرب للعقل؟ وهل بهذا يعلم سبب مقتل النواب أو السياسيين من فريق الموالاة فقط؟
المضحك أننا أصبحنا نفكر في أنه ربما يجب أن يغتيل بعض شخصيات المعارضة حتى يخف عنا الاتهام قليلا.
طبعا ستستمر زمامير وأبواق الذين يهتفون بالموت لسوريا الأسد، وأنها هي التي كانت وراء كل الاغتيالات
وسنظل نتناسى كيف تحول جنبلاط وجعجع إلى أشطر وأنبه متنبئين على وجه الأرض... فقد تنبأ جنبلاط بيك من كام يوم بأن هناك نائبا من كتلته سيتعرض للاغتيال... فهل كل هذه التنبؤات الصائبة مجرد صدفة، أو حظ مبتدئين؟؟؟ هممم لا أدري
فما رأيكم أنتم؟
أعتذر مجدداً لأنني عكرت مزاجكم وعكرت جو هذا الشهر الفضيل فأوساخ السياسة اللبنانية ولكن ما حصل أمر يجب التحدث عنه
وأعتذر أيضا للإطالة ولكن تعلمون كيف انني استرسل في الكلام حين يكون الموضوع سياسيا
تحياتي للجميع
وتقبل الله أعمالنا وأعمالكم