لا زلت أذكر ذلك اليوم وكأنه البارحة... كنت برفقة صديقة أمي وأشخاص آخرين وكنا عائدين من احياء مراسم يوم القدس، ان لم تخني ذاكرتي، المهم أننا كنا نقف هناك ننتظر سيارة أجرة لنعود الى المنزل.. وكان مشهد الناس العائدة مزعجاً حقاً.. فهذا الذي يدافع الآخر وسيارات تتسابق من أجل الخروج من مكان الاحتفال وناس يصرخون.. باختصار كانت الفوضى عارمة... عندها علقت صديقة أمي تعليقاً ساخراً لا يزال يرن في أذني وقالت "عرب!"
فسألتها مستغربة "ليش نحنا مش عرب؟!" قالت لي "لا نحن مسلمون.." ومنذ ذلك اليوم حتى الآن تتوضح أمامي العبارة أكثر فأكثر وأعي يوماً بعد آخر أنها عبارة صحيحة مئة في المئة عرب أم مسلمون؟؟ بماذا نصف أنفسنا؟
ودعوني أكون صريحة معكم، فأنا أعتقد أن صفة الإسلام أكبر وأعظم وأجل من أن تطلق على العرب...
وطبعا كلامي هذا لا يشمل الجميع إن العرب الذين يفخرون ويعتزون بتلقيهم رسالة الإسلام العظيم أصبحوا أنفسهم أكثر الناس إيذاءاً لهذا الإسلام العظيم، وعلى مر العصور والسنين شوه العرب صورة الإسلام حتى غدت صفة "المسلم" تطلق كشتيمة لأن "عربياً" جاهلاً يدعي الإسلام قام بما هو لا يتعلق بالإسلام في شيء.
ولم يستطع "العرب" التخلي عن عروبتهم المتسمة بالجاهلية المطلقة.. فظلت العشائرية والقبلية في دمهم، لم يستطيعوا نسيانها رغم كل ما جاء به رسول البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وحتى يومنا هذا نرى التعصب هذا واضحاً بين العرب "المسلمون".
و "العرب" الذين كانوا الروّاد في كل المجالات بعد دخول الإسلام إلى مجتمعهم، وبعد الريادة في الكيمياء والرياضيات والفلك والطب وغيرها من العلوم... آثر العرب أن يجمعوا الأموال ويغرقوا في الملذات على أن يحافظوا على هذا المقام الرفيع حتى جاء اليوم الذي أصبحنا فيه عالماً ثالثاً تقام حولنا أبحاث التنمية البشرية ونستورد كل شيء من الخارج من أصغر قشة إلى أكبر ماكينة أو طيارة...
و "العرب" لم يتعملوا شيئاً مما يسمى بالتكافل الإجتماعي أو بيت مال المسلمين أو مساعدة الجار والفقير، فنرى عرباً يملكون مليارات يعجزون عن صرفها، وعرباً يموتون كي يجمعوا قوت يومهم...
ولو أن العرب تمسكوا مثلا بمحاسنهم القديمة التي كانت موجودة بالجاهلية من غيرة وحمية وقوة وشجاعة، لكان هذا غفر لهم قليلا، لكنهم حتى تركوا هذه المحاسن ونسوها فتركوا قضايا الأمة تذهب مع الرياح.. وانقادوا وراء كل دولة عظمى وكل شركة نفط تشغل أموالهم في الخارج، وتركوا بلاد العرب والمسلمين تسلب منا الواحدة تلو الأخرى، وهم صم بكم لا يسمعون ولا يرون ولا يتكلمون... ومنهم من تعامل مع أعداء الإنسانية والأمة أو أطبق الخناق على شعبه حتى أجبره أن ينشغل بالبحث عن المأكل والمشرب بدل الدفاع عن القضايا المصيرية أو بدل النهوض بالمجتمع نحو التنمية والتطور...
و يفخر "العرب" بنزول القرآن باللغة العربية، ولكن لغبائهم لم يستطيعوا رؤية السبب الحقيقي وراء ذلك، فهو لم ينزل بالعربية كرامة لهم، أو لأن شأنهم عظيم، بل نزل بالعربية كي يفهمهم ويخاطبهم بلسانهم، ورغم هذا لم يفقه "العرب" شيئاً من هذا الكتاب الأقدس، ولم يعملوا بتعاليمه وأوامره بل آثروا تطبيق تعاليم جاهليتهم المستمرة حتى يومنا هذا.. وساعدوا على تدنيسه وتجاهلوا ما يقال عنه وما يفعل به من قبل الملحدين.
ولعل كون معجزة الإسلام أنه دين لا ينحصر بلغة أو شعب أو قوم أو عرق أو لون، لعل هذه المعجزة كانت رحمة ورأفة بهذا الدين القيّم حتى لا يدفن بأيدي هؤلاء العرب، فهاهم أبناء الغرب المسلمون يعرفون الإسلام أفضل مما عرفه العرب، وحافظوا عليه ودافعوا عنه وحفظوه ونشروه...
وبصراحة فأنا لا يهمني حتى وان كنت من بلاد الواق الواق أو جزر الهونولو ولكن أن أكون مسلمة حقيقية وليس فقط على الهوية أو بالولادة، لأنني أعلم وكلنا نعلم ان الإسلام الحق يعلمنا الإنسانية قبل التدين، ويعلمنا كيف نعامل الآخر على أساس إنسانيته وكيانه وليس على أساس دينه، ويعلمنا المساواة والعدل والمحبة والأخلاق قبل أن يعلمنا الصلاة والصوم. ولكن السر يكمن في كيفية الإمساك بهذا الدين والتعامل معه وبه... وطبعاً ليس كما يتعامل به الكثير من "العرب" ويظنون أنهم بهذا يحملون هذا الدين إلى العالم كله
وحتى يصل "العربي" إلى درجة يستحق أن يطلق على نفسه مصطلح "مسلم" فإنه يحتاج الكثير الكثير من الوقت والعمل والوعي والفهم. وعليه أن يرقى إلى درجة الإنسان "المسلم" الحقيقي.
وعلى "العرب" أن يتخلوا قليلاً عن غرورهم واعتبار أنفسهم وكأنهم "قوم الإسلام" وأن يقوموا بدل هذا بالسير على تعاليم دينهم الحقة والإقتداء برسولهم الأكرم وآل بيته الأطهار وأصحابه الكرام...
أحوال العرب... بالصورة
الحقيقة المرة
خليكن قاعدين هيك بغتركن وعقالكن... ما هوي ما ضل شي من عروبتكم غير الغترة والعقال
ليش عم تصرخ؟ مين بدو يسمعك؟ العرب؟
ايه خليك عم تصرخ ما رح يردوا عليك
هيك بيتمنوا يصير فينا... ونحنا شو بنتمنى؟
هاي آخرتنا... بعد كوكب القرود... صار في كوكب العرب
نسيتو هالصور؟
العراق
فلسطين
ويبقى هذا هو الحـــل الوحــيد
تنبيه هام: أنا مسلمة عربية أباً عن جد، ولكني أحاول ارسال صرخة استغاثة عسى أن يتحسن حالنا ونستحق انتماءنا هذا