الاثنين، نوفمبر 26، 2007

وطن في مأزق


رحل لحود... وخلف وراءه فراغا غريبا مخيفا مقلقا
ولكنه رحل رجلاً قوياً عزيزاً... وبالرغم من أنه كان بإمكانه أن يقوم بخطوات كانت قد تودي الى أشياء لا يعلمها الا الله ولكنها على الاقل قد تكون خطوات بوجه الحكومة المغتصبة... لكنه آثر أن يبقى لبنان بعيدا عن خطر التقاتل الداخلي ولو لبعض الوقت، من باب دفع البلاء عنه وتأخير وقوع الخلاف.
رحل وقد أمضى تسع سنوات في منصبه لم يتزحزح عن موقفه الداعم للمقاومة، كان حقاً مقاوماً ومخلصاً للوطن.
ترى مشهده خروجه من القصر الجمهوري بكل عزة وفخر وقوة وتحيي من قلبك هذا الرجل العظيم..... ثم تنظر الى مشهد آخر غاية في السذاجة والغباء.... ترى أهل طريق الجديدة يرقصون فرحاً ويضربون الطبول ويدبكون ويطلقون الألعاب النارية ابتهاجاً برحيل "عميل بشار الأسد في لبنان" حقا إنها لقمة الغباء.... ألا يدري هؤلاء علام يرقصون؟ ألا يعلمون أنهم يفرحون بخراب البلد شيئا فشيئاً؟؟؟

ولكن ماذا عسانا نقول... هذه حال بلدنا... سيظل هناك ناس لا ينظرون أبعد من أنوفهم، ولا يسمعون إلا صوت الزعيم يحشي في رؤوسهم أن العدو الحقيقي هو "حزب الله" و"اميل لحود" و"توافق التيار الوطني الحر مع حزب الله" وغيرها من الأسباب الداخلية.... سيبقى أمثال هؤلاء في أماكنهم لن ينالوا فخر الوقوف في وجه قتلة الانسانية في الدنيا أو أجره في الآخرة

ولكن مهما فعلوا ومهما رقصوا ودبكوا وفرحوا، لن ينسى العالم فخامة المقاوم، ولن تنسى المقاومة وقفة رجل عظيم لمدة تسع سنوات بينما وقف في ضدها الكثيرون الكثيرون

الأمر الآن، أن لبنان أصبح بلا رئيس، والحكومة الفاسدة اللاشرعية لا تزال متمسكة بالسلطة التي ليست من حقها، وقد زاد على عدم دستوريتها عامل رحيل رئيس الجمهورية....

وهنا أقول ملاحظة هي فقط للتفكير والتحليل.... الموالاة رفضت مبادرة العماد ميشال عون في غضون نصف ساعة فقط دون تفكير أو دراسة، وعطلت بأوامر من الولايات المتحدة كل المبادرات التي سبقتها.... لماذا؟ لكي يقع الفراغ في لبنان... وبعد ذلك تخرق الحكومة الدستور مرة جديدة فتتمسك بـ "صلاحياتها" رغم اعلان الرئيس لحود حالة الطوارئ .... لماذا؟ لأن مؤتمر أنابوليس يقع بعد أيام من رحيل الرئيس... ولهذا على الحكومة أن تذهب وتشارك في المؤتمر - بأوامر من الولايات المتحدة أيضا بالتأكيد- فتذهب وتسامح أولمرت على مجازره في لبنان... وتعمل حثيثا كي تسير مع العر ب الباقين في مشروع السلام مع اسرائيل


هذه هي رؤيتي للموضوع.... ولكن المعارضة لن تدع للحكومة مجالا أكثر للتطاول على حقوق الشعب المقهور الذي يرزح تحت ثقل الغلاء المعيشي الذي يتزايد بطريقة غير مسبوقة يوم بعد يوم والذي يعاني من سلطة جايرة لا تحترم حقوقه السياسية الطبيعية في اختيار من "يخدمه" بالشكل الدستوري الصحيح

نحن كلبنانيون حقاً لا نعلم إلى أين نحن ذاهبون.... ماذا يخبئ لنا الغد.... هل غداً سنصحو على ضرب القنابل والرصاص أم سنصحو لنرى القيادات السياسية تصافح بعضها البعض وتهنئنا بالتوافق؟؟؟؟!!!! الله العالم.... ولكننا نظل ندعو أن يوعد العقل الى من هم في الداخل، الذين هم عبيد وخدم ودمى في أيدي أمريكا واسرائيل



مقالات عن الموضوع:
العماد لحود .. رئيس حتّى اللحظة الأخيرة
ثمانية عشر عاماً من مسيرة وطن حملت اسمه: إميل لحود المواطن والعماد والرئيس والمقاوم
موعد مع الرئيس: ضميري مرتاح

هناك 6 تعليقات:

نداء يقول...

لبنان
بلد الارز
بلد الخير
اصبحت تعيش حزينة
لا اعرف من الاحق بسلطة ولكن المهم ان
يكون من اهلها الوفياء
ولكن التنافس علي السلطة من جديد قد يدخل لبنان في حرب اهلية طحنة

غير معرف يقول...

السلااااااااام عليكم الغالية شهيدة تحية طيبة وبعد

كيف حالك

فعلا لقد كان صامدا وبقي صامد خحتى آخر لحظة ولكن اسفي انه لم يخلع السنيورة قبل انتهاءؤ ولايته ويرشح حكومة جديدة لا ادري ما كانت الطبخة الساسية التى ألغيت في آخر لحظة وتبدل الأمر

اتمنى ان يبقى لبنان الغباء والصمود في خط الممانعة وليس الجنوب فقط

دمتي بألف خير

جعفر

صاحب البوابــة يقول...

الغالية شهيدة

كيف حالك

؟؟؟

اتمنى ان تكوني في خير حال

تحياتي لكِ ولخطيبك

شهيدة يقول...

تائه في الدنيا
اولا اشكرك على زيارتك الأولى لمدونتي

اهلا وسهلا بك

في الحقيقة الوضع اللبناني يحير حتى أبناءه

عسى ان يخفف عنا الله ويخلصنا من هذه الأزمات

تحياتي

شهيدة يقول...

اخي جعفر

في الحقيقة لا ندري مااذا كان سيصبح للبنان رئيس كالعماد اميل لحود، لقد كان مقاوما حقيقيا

اما مسألة تعيين حكومة ثانية فهي قد حيرتنا أيضا، لكن اراد ان يترك الرئاسة بهدوء وسلام دون ان يتحمل مسؤولية حرب قد تنشأ

ولا أعلم ان كان سيختفي الأغبياء من وطننا أم لا، ولكن هذا ما أتمناه

تحياتي

شهيدة يقول...

صاحب البوابة

السلام عليكم

مرورك أسعدني وعنى لي الكثير

الحمد لله رب العالمين نحن بألف خير

وأتمنى أن تكون أنت بخير كذلك

لا تنسانا من الدعاء

تحياتي